سمّية فيتامين “D”: حين يتحوّل النافع إلى خطر

You are currently viewing سمّية فيتامين “D”: حين يتحوّل النافع إلى خطر

على الرغم من الفوائد الكبيرة لفيتامين D، إلا أن زيادته في الجسم قد تؤدي إلى ما يُعرف بـ سمّية فيتامين D، وهي حالة نادرة لكنّها خطيرة تحدث غالبًا نتيجة تناول جرعات مرتفعة من المكمّلات الغذائية، وليس من أشعة الشمس أو الطعام.

بحسب تقرير نشرته صحيفة Times of India، تؤدي هذه السميّة إلى تراكم الكالسيوم في الدم، ما قد يُلحق أضرارًا بالعديد من الأعضاء، وخاصةً القلب والكلى. ولأن فيتامين D يذوب في الدهون، فهو يُخزّن في الكبد والأنسجة الدهنية، على خلاف الفيتامينات الذائبة في الماء التي يتخلص الجسم من فائضها سريعًا.

أسباب السميّة والجرعات الآمنة

يوضح موقع مايو كلينك أن السميّة تنشأ في الغالب نتيجة الاستخدام الطويل لجرعات عالية من المكمّلات، بينما لا يمكن أن تحدث من الغذاء أو أشعة الشمس، لأن الجسم ينظّم إنتاجه بشكل طبيعي. وتزداد الخطورة لدى الأشخاص الذين يتناولون جرعات طبية مرتفعة أو المصابين بأمراض في الكبد أو الكلى تؤثر على استقلاب الفيتامين.

تبدأ مؤشرات السميّة عادةً عندما يتجاوز مستوى 25(OH)D في الدم 150 نانوغرام/مل، في حين أن المعدّل الطبيعي يتراوح بين 20 و50 نانوغرام/مل. ويُعدّ الحدّ الأقصى الآمن للبالغين 4000 وحدة دولية يوميًا، إلا إذا أوصى الطبيب بخلاف ذلك.

أما الجرعة اليومية الموصى بها فهي:

  • 600–800 وحدة دولية لمعظم البالغين.

  • 400–600 وحدة دولية للأطفال والرضع.

  • كبار السن قد يحتاجون جرعة أعلى قليلًا لدعم العظام.

تأثير الدومينو: من الكالسيوم إلى الأعضاء الحيوية

الإفراط في تناول فيتامين D يزيد امتصاص الكالسيوم في الأمعاء، ما يرفع نسبته في الدم. هذا التراكم يؤدي إلى سلسلة من المشكلات:

  • الكلى: قد يسبّب حصوات وتلفًا كلويًا، وقد يتطوّر إلى فشل كلوي حاد.

  • القلب: قد يؤدي إلى اضطراب في النظم، ارتفاع ضغط الدم، أو حتى قصور ونوبات قلبية.

أعراض السميّة

قد تكون العلامات الأولى خفية أو غير مرتبطة مباشرة بالفيتامين، وتشمل:

  • الغثيان، التقيؤ، فقدان الشهية، الإمساك، والتعب.

  • جفاف الفم، العطش، التبوّل بكثرة، وجفاف الجلد.

  • صداع، ارتباك، نعاس، وقد يصل الأمر إلى غيبوبة.

  • ألم الكلى أو الحصوات.

  • عدم انتظام ضربات القلب ودوار أو إغماء.

مضاعفات محتملة

إهمال الأعراض قد يقود إلى مشكلات مزمنة مثل:

  • فشل كلوي دائم يستدعي الغسيل.

  • اضطرابات قلبية خطيرة تهدّد الحياة.

  • تكلّس الأنسجة الرخوة، التهاب البنكرياس، قرحة المعدة، وأعراض نفسية مرتبطة بارتفاع الكالسيوم.

الوقاية والنصائح العامة

  • الالتزام بالجرعة الموصى بها وعدم تناول المكملات إلا بتوصية طبية.

  • في حال وصف الطبيب جرعات عالية، يجب متابعة مستويات الكالسيوم والفيتامين عبر فحوصات الدم بانتظام.

  • تقليل استهلاك الأطعمة المصنعة والسكريات الزائدة التي تضعف امتصاص الفيتامين.

أما للحفاظ على صحة القلب عامةً، فيُوصى باتباع نظام غذائي متوازن غني بالخضار والفواكه والحبوب الكاملة والبروتينات الخفيفة وأحماض أوميغا-3، مع الحد من الملح والدهون المشبّعة. كما أن النشاط البدني المنتظم (150 دقيقة أسبوعيًا)، والحفاظ على وزن صحي، والإقلاع عن التدخين، والسيطرة على التوتر عبر التأمل أو اليوغا، كلها عوامل تعزز الصحة وتقي من المضاعفات.

اترك تعليقاً