سوريا في القلب ونتمنى لها مستقبل افضل

You are currently viewing سوريا في القلب ونتمنى لها مستقبل افضل
بعضا من المسيحيين في سوريا باتوا يشعرون بالقلق والخوف وهنالك من يتواصلون معنا ويعبرون عن قلقهم من الأوضاع السائدة حاليا في سوريا حيث تنتشر بعض المظاهر المسلحة ، ناهيك عن الخطاب الاقصائي التكفيري الذي يسمع في بعض المناطق والذي يؤدي الى تكريس الانقسامات وحالة الخوف والتوتر لدى مكونات اصيلة من مكونات الشعب السوري.
وما يشعر به المسيحيون او بعضهم انما يشعر به الكثيرون من السوريين الذين يتساءلون ويحق لهم ان يتساءلوا الى اين هي ماضية سوريا في هذه الأوقات؟؟
نحن نكتب ما نكتبه انطلاقا من محبتنا لسوريا ولم نكن في يوم من الأيام شبيحة لاي نظام كما يدعي البعض ولم نكن متعلقين بأي نظام فتعلقنا هو بسوريا وبكل من يعملون الخير لسوريا ويحافظون عليها وعلى هويتها وتاريخها ومكانتها.
سوريا في القلب ونتمنى لها الخير وهي تمر اليوم بمرحلة مخاض فيها الكثير من الصعوبات والعثرات ولكنني اعتقد بأن اخطر ظاهرة نلمس وجودها حاليا في سوريا هي مسألة العنف واستعمال السلاح بطريقة غير شرعية وكذلك ملاحقات لشخصيات ومثقفين واكاديميين والتهمة جاهزة وهي الانتماء للنظام السابق ،في حين ان سوريا هي بأمس الحاجة اليوم للسلم الأهلي وفتح صفحة جديدة من تاريخها وتجنب تكريس ثقافة الانتقام من اشخاص وشخصيات كانوا في الحقبة السابقة.
يجب ان يتوقف الخطاب التكفيري فالمسيحيون في سوريا ليسوا دخلاء او عابري سبيل بل هم اصلاء في انتماءهم لهذا البلد وهويته وتاريخه وما نقوله عن المسيحيين نقوله عن كل مكونات الشعب السوري .
سوريا تحتاج اليوم الى المحبة والى الخطاب الذي يجمع ولا يفرق والى الخطاب الذي يوحد ولا يقسم بعيدا عن لغة التشهير والإساءة لاي افراد او اشخاص عاشوا في حقبة النظام السابق.
ليس كل من كانوا في حقبة النظام السابق هم مجرمون وقتلة ومتهمون يجب ان تتم ملاحقتهم.
من هم متهمون بارتكاب مخالفات او جرائم قتل يجب ان يحاسبوا ويجب ان تكون هنالك محاكم عادلة وليس ان تكون هنالك اعتقالات عشوائية وجرائم ميدانية تروع المواطنين وتخيفهم.
ما هو مطلوب من الحكم الجديد في سوريا هو ان يعملوا من اجل سوريا الجديدة لكي تكون افضل مما كانت سابقا ونريد لها ان تكون في وضع افضل لا ان تعود الى الوراء .
السوريون جميعا يجب ان يقوموا بدورهم المأمول في الدفاع عن بلدهم والحفاظ على سوريا بلد الاخوة والمحبة والرقي والثقافة والابداع.
نسأل الله ان يعطي الحكمة لمن يحكمون حاليا في سوريا وان يعملوا من اجل تكريس الدولة المدنية التي تحترم فيها حقوق كل انسان ولا يتم التعامل فيها بناء على انتماء طائفي او ديني .
سوريا هي للسوريين جميعا وليست لفئة دون الأخرى ولا يجوز السماح بنشر فكر اقصائي تكفيري يسيء لمكونات اصيلة من مكونات الشعب السوري.
لن تقوم قائمة لسوريا الا من خلال ثقافة المحبة والاخوة الإنسانية واحترام التعددية بعيدا عن الكراهية والعنصرية والتي هي دمار شامل .
احفظ لنا يارب سوريا من اعداءها المنظورين والغير المنظورين.
واحفظ لنا يارب الكنيسة الانطاكية الشقيقة في سوريا وكافة القيادات الروحية ومن كل الأديان والمذاهب لكي يتعاونوا معا ولكي يكونوا جسور محبة واخوة ورحمة.
مع الأهمية بمكان ان نقول أيضا بأن خطاب التطرف والتكفير والتحريض والكراهية مواجهته لا يمكن ان تكون مواجهة امنية فحسب بل يجب ان تكون هنالك مواجهة ومعالجة ثقافية من خلال دور العبادة والمؤسسات التعليمية بكافة مستوياتها ووسائل الاعلام ، فكل هذه المنابر يجب ان يكون لها دور في نشر القيم الإنسانية وقيم السلام والمحبة والاخوة بين كافة مكونات الشعب السوري .
نحن بانتظار عودة المطارنة المخطوفين كما وكافة المخطوفين والمغيبين والمأسورين ونتمنى لسوريا التي نحبها ان تكون أوضاعها افضل وان يعيش السوريون حياة احسن بعد السنوات العجاف التي مضت .
السوريون يستحقون ان يعيشوا بهدوء وطمأنينة وامن وامان وسلام في بلدهم بعيدا عن الخوف والتوتر والقلق .
السوريون يستحقون ان يعيشوا في أوضاع اقتصادية افضل وان ينعموا بالرخاء وان ينعموا بحياة افضل .
صلاتنا من اجل سوريا لن تتوقف لان سوريا في قلبنا كما ان فلسطين هي في قلب كل سوري .
حفظ الله سورية وابناءها وصانها من كل اعداءها المعروفين والغير المعروفين.
المطران عطا الله حنا
رئيس أساقفة سبسطية للروم الأرثوذكس

اترك تعليقاً