سيبقى صليبنا مرفوعًا… مهما حدث في سوريا

You are currently viewing سيبقى صليبنا مرفوعًا… مهما حدث في سوريا
الاب كيرلس ستافروس-
في خضمّ الدمار، وفي قلب الألم، وفي عمق الدخان المتصاعد من الكنائس والمنازل، يبقى الصليب شامخًا… علامة الرجاء وسط اليأس، ورمز الحياة في وجه الموت.
لقد مرّ المسيحيون في سوريا، كما في كثير من بلاد الشرق، بمحن قاسية ومريرة. كنائس تهدمت، وأجراس سكتت، وأبرياء قُتلوا وهم يصلّون. ورغم ذلك، لم ينكسر الإيمان. بل ازداد لمعان الصليب وسط الرماد، كالشمس التي لا تُطفأ مهما أثقلها الغيم.
الصليب ليس مجرد خشبة نُعلّقها على الجدران، بل هو الطريق الذي سلكه الرب يسوع، حاملاً آلام العالم، ليمنحنا الحياة. والصليب في الشرق، لا سيّما في سوريا، صار شهادة حيّة على صمود الإيمان، وعلى أن المسيحية ليست عابرة، بل متجذّرة منذ آلاف السنين، ومهما عصفت بها العواصف، لن تقتلعها.
إن دماء الشهداء، التي روت تراب سوريا، ليست نهاية، بل بداية جديدة. فكل شهيد هو بذرة حياة، وكل كنيسة تهدّمت ستُبنى أقوى، وكل صليب أُسقِط سيُرفع من جديد.
ولمن ظنّوا أن بإمكانهم أن يُطفئوا نور المسيح من الشرق، نقول لهم: نحن أبناء القيامة، لا نخاف من الصليب بل نفتخر به. لن نرحل، ولن نُخفي صلاتنا، ولن نسكت عن الحق.
سيبقى صليبنا مرفوعًا، لأن فيه قوتنا، ورجاؤنا، ومصدر سلامنا. سيبقى مرفوعًا فوق الكنائس، وفي قلوب الأطفال، وعلى شفاه الشهداء، وفي صلوات الأمهات. سيبقى مرفوعًا لأن المسيح قام، وبهذا نؤمن، وبهذا نحيا، وبهذا نغلب.
سلامٌ لسوريا، وسلامٌ لكل من صلّب ذاته مع المسيح، وأحبّ وطنه حتى الموت.

اترك تعليقاً