صبّ الرصاصة: طقس شعبي بين المعتقد والخرافة

You are currently viewing صبّ الرصاصة: طقس شعبي بين المعتقد والخرافة

تُعدّ عادة صبّ الرصاصة من الطقوس الفولكلورية المنتشرة في بعض مناطق الشرق الأوسط، لا سيّما في بلاد الشام ومصر. يُعتقد أنها تُستخدم لاكتشاف الحسد أو طرده، وتقوم على مزيج من السحر الشعبي والممارسات الروحانية، دون أن تستند إلى أي مرجعية دينية معترف بها.

كيف تُمارَس؟

يُسخَّن الرصاص حتى يذوب، ثم يُسكب مباشرة في وعاء ماء بارد، غالبًا فوق رأس الشخص الذي يُعتقد أنه “محسود”. ما إن يلامس الماء حتى يتجمد الرصاص ويتّخذ أشكالًا غير منتظمة، يقوم بعدها “العرّاف” أو “العرّافة” بتفسيرها بحسب تصوّراتهم، في محاولة لتحديد ما إذا كان هناك حسد، ومن أين أتى.

البعد الشعبي والرمزي

ترتبط هذه العادة بالموروث الثقافي والشفهي، وتُمارس غالبًا من باب الإيمان الشعبي أو “الوقاية”، خصوصًا في المجتمعات الريفية أو تلك التي لا تزال تؤمن بتأثير “العين الشريرة”.

الموقف العلمي والصحي

من الناحية العلمية، تُعتبر هذه الممارسة خرافة لا أساس لها من الصحة، إذ لا يمكن لأشكال الرصاص في الماء أن تكشف معلومات غيبية. علاوة على ذلك، يُعدّ الرصاص مادة سامّة، وقد يؤدي التعامل العشوائي معه إلى مخاطر صحية خطيرة، مثل التسمم أو التعرّض لأبخرته الضارة، خصوصًا للأطفال والنساء الحوامل.

خلاصة

رغم أن عادة صبّ الرصاصة تعبّر عن قلق إنساني مشروع تجاه الحسد والأذى المعنوي، إلا أنها تظل ممارسة غير علمية قد تنطوي على مخاطر. ولعلّ التوعية، وتقديم البدائل النفسية والدينية الصحيحة، تمثل السبيل الأنجع لمواجهة هذه الموروثات بطريقة عقلانية وآمنة.

اترك تعليقاً