صلاة الزّيت المقدّس (عشيّة الأربعاء العظيم المقدّس)

You are currently viewing صلاة الزّيت المقدّس (عشيّة الأربعاء العظيم المقدّس)
أيّها السّيّدُ الرّبُّ إلهنا يا طبيب النفوسِ والأجسادِ والمبرئَ الآلامَ المزمنةَ، والشّافي كلَّ مرضٍ وكلَّ استرخاءٍ في الشّعبِ، يا من يشاءُ أن يخلصَ جميعُ النّاسِ ويُقبلوا إلى معرفة الحقّ، يا من لا يشاءُ موتَ الخاطئِ إلى أن يرجعَ فيحيا، لأنّك أنت يا ربّ وضعتَ توبةً للخطأة في العهد القديم: لداود ولأهل نينوى وللّذين من بعدهم، ولـمّا حضرت إلى الأرضِ وتجسّدت لم تدعُ صِدّيقين إلى التّوبةِ بل خطأةً كالعشّارِ والزّانيةِ واللّصِ، فبولسُ المعظّمُ الّذي كان يجدّفُ عليك ويضطهدُك قد قَبِلْتَهُ بالتّوبة، وبطرسُ رسولُك الهامةُ بعد أن جحدك ثلاثًا قد قبِلْتَهُ بالتَّوبة ووعدتَه قائلاً: أنت بطرسُ وعلى هذه الصّخرةِ أبني كنيستي وأبوابُ الجحيمِ لن تقوى عليها، وأعطيك مفاتيحَ ملكوتِ السّماواتِ. فلذلك إذ نحن واثقون بمواعيدك الصّادقة أيّها الصّالحُ والمحبّ البشر، إليك نتضرّع وإياك نسألُ في هذه السّاعة أن تستمعَ تضرّعنا وتتقبّلَه كالبخور المقدَّم لك، وتفتقدَ عبيدك. وإن كانوا قد خطئوا بالقولِ أو بالفعلِ أو بالفكرِ في ليلٍ أو في نهارٍ، أو حصلوا تحت لعنةِ كاهنٍ، أو سقطوا في لعنةٍ من ذاتهم، أو مرمروا أحدًا بيمين كاذبٍ أو صادقٍ، فإليك نطلبُ وإيّاك نسأل قائلين: إصفح واترك واغفر لهم يا الله متجاوزًا عن خطاياهم وآثامهم الصّائرة منهم بمعرفة أو بغير معرفة، وإنْ كانوا قد تجاوزوا وصاياك أو أذنبوا بشيءٍ كبشر لابسين جسدًا وساكنين في العالم، أو كان خطأهم من فعل الشّيطان، فاغفر لهم بما أنّك إلهٌ صالحٌ ومحبٌّ للبشر، إذ ليس إنسانٌ يحيا ولا يخطأ إلّا أنت وحدك بريءٌ من الخطأ وعدلُك عدلٌ إلى الأبد وقولُك حقٌّ، لأنّك لم تخلق الإنسانَ للهلاكِ بل للعملِ بوصاياك، ولميراثِ الحياةِ الأبديّة الّتي لا تفنى، ولك نُرسلُ المجدَ مع أبيك الّذي لا بدءَ له وروحِك الكلّيّ قدسُهُ الصّالح والمحييِ، الآن وكلّ أوان وإلى دهر الدّاهرين، آمين.

اترك تعليقاً