صلاة في ليل الحرب

You are currently viewing صلاة في ليل الحرب
الخوري جوزف سلوم –
يا سيّد، العالم يجتازُ ليلاً طويلاً يسود من خلاله ظلام الكراهية في قلوب البشر، وآفاق الحروب تتّسع وتمزِّق رباط الأخوّة في الكون. الكلّ في قلق، والكلّ خاسر.
الأسلحة تدمّر ما بَنتْهُ أحلام النّاس وسواعدهم وجنون الحرب يزرع الموت على مفارق دروبهم وفي دور العبادة والصّلاة، كُثرٌ يتركون أرضهم، جرحى كثر يتركون أرضًا، دموعُ الأمّهات مجاري أنهار تبكي فلذات الأكباد، والبائس يصرخ، فهل أنت سميعٌ يا الله؟
طرق السلام ليست معبدة، والشوك ينبت هناك والشر يسيطر على العقول، والمصالح تُعمي العيون والسّلطة تتربّع حتّى في ملاعب الأطفال وأمكنة دراستهم، كلّهم يبكون، كلّهم يصرخون ، كلّهم يدخلون نفق الصّراعات، ويتنازعون ولكن كلّهم خاسرون، وكلّهم يصرخون، فهل أنت سميع يا الله؟
ها هو الهزيع الرّابع، هذا هو عمق الليل، الكلّ تعب، الكلّ أنفق كلّ ما لديه وما لدى غيره من أجل شراء الأسلحة، ومجاذيفنا تكسّرت، وأنت في عمق هذا الهزيع ستأتي حتمًا لأنك تصغي لنا لتقول لنا: أنا معكم ولكنك عليم أن شرّ البشر ارتفع الى السّماء لذا نرفع أيدينا وننادي بتوبة من أجل الخلاص والسّلام،
فلا يهم إن كنا نتحارب من أجل فكرة أو إيدولوجية، لا همّ اذا كانت حربنا من أجل أرضِ أو من أجل مصالح أو باسم الله أو من أجله، إسمعوا جيّدًا يا بني آدم، كلّكم إخوة، ولا أحد يذهب الى الحرب إلّا الجهلة،
كلّنا خاسرون فالحرب شرّ، تعال يا رب في زمن الحرب هذا، تعال وأوقف الحرب والعنف والظلم، دلّنا على سبل السّلام واجعلنا أداة لتحقيقه في الزمن الصّعب، أنت قلت اطلبوا تجدوا، نطلب هذا السلام الدّائم، نطلب العدالة،
نطلب الأخاء والمحبة والتسامح، نطلب الحقّ الذي يحرّر، ألهم قادة العالم بالحكمة والسعي للتلاقي والحوار، وأعطنا نعمة الصّبر والتضامن وسط هذه الحرب، اعطنا بشفاعة مريم ملكة السلام أن نعمل ونتفاوض لنعبر الى السلام.

اترك تعليقاً