صلاة للأعداء

صلاة للقديس “نيقولاوي فليميروفيتش” متروبوليت “أوخريدا” و”زيخا”.

بارك أعدائي يارب.!!. حتّى أباركهم أنا ولا ألعنهم.

أعدائي قد أولجوني في حضنك أكثر ممّا فعل أصدقائي.

أصدقائي دفعوني لألتصق بالأرض، بينما حرّرني أعدائي منها وبدّدوا كلّ تطلّعاتي فيها.

أعدائي جعلوني غريبًا عن الآفاق العالميّة وسائحًا في هذا العالم.

تمامًا كما يجد الحيوان المُطارَدُ ملجأً أكثر من الحيوان الطّليق، هكذا، أنا، مُضَطهَدًا من أعدائي، وجدتُ ملجأي في هيكلكَ، ملتجئًا إلى مذبحك حيث لا يستطيع لا أصدقاء ولا أعداء قتل نفسي.

بارك أعدائي يارب.!!. حتّى أباركهم أنا ولا ألعنهم.

هُم، أكثر مني، أشهروا خطاياي أمام العالم، وعاقبوني عندما تردّدت في معاقبة نفسي.

عذّبوني عندما هربت من التّعذيب.

جلدوني عندما كنت أمدح ذاتي.

بصقوا عليّ عندما كنت ممتلئًا من الكبرياء.

بارك أعدائي يارب.!!. حتّى أباركهم أنا ولا ألعنهم.

عندما كنت حكيمًا في عينيّ نفسي، سخروا مني كقزم.

عندما شئتُ أن أقود الناس، سحقوني حتّى الحضيض.

كلّما هرعت نحو الغنى، منعوني بيد من حديد.

كلّما وددتُ أن أنام بسلام، أيقظوني من نومي.

كلما أردتُ أن أبني بيتًا لحياة مديدة هانئة، دمّروه وطردوني منه.

بالحقيقة، لقد قطع أعدائي تعلّقي بالعالم ودفعوني لأتعلّق بهُدب ثوبك.

بارك أعدائي يارب.!!. حتّى أباركهم أنا ولا ألعنهم.

باركِهم وكثّرهم، كثرّهم واجعلهم أكثر قسوة معي، ليكون لجوئي إليك تامًّا لا عودة فيه.

لكي يتبدّد كلّ رجاء لي في البشر كخيوط العنكبوت.

ولتُدفن في قلبي تلك الرّذيلتان: الكبرياء والغضب، لكي أجمع كلّ كنزي في السماء،

لكي أتحرّر مرّة وإلى الأبد من خداع الذّات الّذي رمى بي في شباك الحياة الوهميّة الرّهيبة.

أعدائي علّموني ما يصعب على المرء تعلّمه أنّ العدوّ الأوحد للإنسان في هذا العالم هو ذاته.

يكره الانسان أعداءه فقط عندما يعجز عن إدراك أنهم ليسوا أعداء بل أصدقاء صارمين.

من الصّعب عليّ أن أعرف تمامًا من صنع بي حسنًا أو رديئًا في حياتي أصدقائي أم أعدائي.؟!…

العبد يلعن الأعداء لانّه لا يفهم، لكنّ الابن يباركهم، لأنّه يدرك أنّ الأعداء عاجزون عن المساس بحياته، لذلك يسير بحرّيّة بينهم ويصلّي لله لأجلهم.

بارك أعدائي يارب.!!. حتّى أباركهم أنا ولا ألعنهم. آمين.

اترك تعليقاً