ضهور الشوير في الخمسينيات

You are currently viewing ضهور الشوير في الخمسينيات

في خمسينيات القرن الماضي، كانت ضهور الشوير من أبرز المصايف اللبنانية وأجملها، تحتل مكانة مميّزة بين بلدات جبل لبنان بفضل طبيعتها الساحرة وهوائها النقي وهدوئها الباعث على الراحة. كانت البلدة مقصدًا للنخبة البيروتية والعائلات اللبنانية التي تبحث عن ملاذٍ من حرّ الصيف، فامتلأت ببيوت الضيافة والفنادق الصغيرة التي تعكس ذوق تلك الحقبة وأناقتها.

على طرقها المرصوفة بالحجر كانت تمرّ العربات والسيارات القديمة حاملة المصطافين وأمتعتهم، فيما تنتشر المقاهي البسيطة التي تفوح منها رائحة القهوة والقرميد الأحمر. وكان البولفار الرئيسي ملتقى السهرات والمشاوير المسائية، تتهادى عليه السيدات بفساتينهن الأنيقة، والرجال بقبّعاتهم وربطات أعناقهم في مشهدٍ يعكس رقيّ المجتمع اللبناني آنذاك.

في المساء، كانت أصوات العود والبيانو تتردّد من نوافذ الفنادق مثل فندق الشوير الكبير وفندق صنين، حيث تُقام الأمسيات الفنية والموسيقية. أما النهارات فكانت تمتلئ بنشاطات رياضية ورحلاتٍ إلى الغابات المحيطة، في جوٍّ يجمع بين الفرح والعفوية.

كما عُرفت ضهور الشوير بدورها الثقافي، فهي منبع فكرة عيد المغتربين الذي وُلد فيها، لتصبح البلدة رمزًا للتواصل بين لبنان المقيم والمغترب.

كانت الخمسينيات زمنًا ذهبيًا في ضهور الشوير، حين كان الجبل ينبض بالحياة، والمصايف اللبنانية تتزيّن برونقٍ اجتماعي وثقافي يعكس روح لبنان المزدهر والآمن. واليوم، ما زالت أزقّتها وبيوتها القديمة تحفظ صدى ذلك الزمن الجميل الذي لا يُنسى.

اترك تعليقاً