بقلم هاني كفوري-
لن أشكو لله ضعفاً في البيان
فالله بالنعمة لا يحب المشتكين
قد بنى لنا من صميمه البنيان
ليس كي نكون صورة للمساكين
لماذا تهوى الضعف أيها الإنسان
والرب جعلك أرفع المخلوقين؟!
مَن قال أن الله يهوى الهوان
ويصغي إلى توسلات المساجين؟!
كم مرّة ترددون صلوات اللسان
وتقرأون من مزامير الأولين؟!
أو تتلون ما تيسّر من القرآن
وتحتشدون في مساجد الصالحين؟!
وكم من مرة كان الأمر سيّان
إذا كفرتم أو أقمتم يوم الدين؟!
كم طلبتم عون الله فما أعان
وركعتم إذلالاً وقرّبتم قرابين؟!
والله لم يستجب لرقصة الأحزان
ولا تلفّت إلى الصراخ والأنين!
صمته مطبق على مرّ الزمان
ألم تملّوا من الصمت المشين؟!
لم يقم وزناً لقماشة الفستان
أو لرجل بربطة العنق يستعين
لم يوصِ يوماً بقتامة الألوان
حزناً أو فخامة تبهر الناظرين
ألم تسألوا عن عقدة البهتان
ألا تشكّون أنكم غير مؤمنين؟!
ألا تظنون بانحرافة السلطان
عن بساطة الودعاء والمحرومين؟!
ألم تفتشوا في عقولكم سبحان
مَن وهب العقل ليعتق المتعبين؟!
فكّروا كيف يتحكّم بكم شيطان
ودفّة القيادة تمسك بها الشياطين
إسألوا مَن سرق منكم العنفوان
فأنتم أبناء الله ولستم فاسدين
من قلب الشدائد قد آن الأوان
أن تطردوا من الهيكل الصرّافين
وتبتعدوا عن الخنوع بالمجّان
وهل جاهر الله يوماً بالخانعين؟!
كيف تقبلون أن تكونوا كالغلمان
وأنتم في وجدانه أسياداً مكرّمين؟!
لا تهربوا كالقطيع في الوديان
لئلا تنهش الذئاب لحم المؤمنين
أتركوا الأسرار في غياهب الكتمان
وصية واحدة غلبت جور السنين
المحبة في البساطة عظيمة الإيمان
فتشوا عنها في ذواتكم يا بائسين
أمراضكم مع دهاء المادة صنوان
تمزّق القناعة فيكم بنصل السكين
تبعدكم عمن كانوا لكم إخوان
تطفئ جذوة الغيرة بين المحبّين
وتكبر حروف الأنا في العنوان
كيف لكم أن تحبوا الآخرين؟!
أنشدوا ما شئتم من الألحان
غير لحن المحبة ما من معين!
Share via:
0
Shares
