الذكرى 106 لظهور العذراء مريم الثالث في بلدة فاطيما (البرتغال)
تراءت العذراء مريم، سلطانة الورديّة المقدّسة، للرُّعاة الأطفال الثلاثة على غمامةٍ صغيرةٍ فوقَ شجرة سِنديان صغيرة، في 13 تموز 1917، للمرّة الثالثة.
1- الورديّة ستوقف الحرب
لاحظ والد جاسينتا وفرانسيسكو الحاضر أنَّ سحابةً رماديةً صغيرةً كانت تَحوم فوق شجرة البلّوط، وأنَّ نور الشمس قد خَفُت، وهَبَّ نسيمٌ باردٌ فوق سلسلة الجبال، على الرغم من كونهم في ذروة حرّ فصل الصّيف. كما سمع صوتًا غامضًا أشبه بطنين النَّحل.
-لوسيا: ماذا تتمنّى قداستُكِ منّا؟ (لم تكن العذراء قد عرّفت عن نفسها بعد)
-العذراء: أريدكم أن تأتوا إلى هنا في الثالث عشر من الشّهر المُقبل، وأن تستمرّوا في صلاة المسبحة الوردية كلّ يوم إكرامًا لسيّدة الورديّة، من أجل الحصول على السّلام للعالم ونهاية الحرب، لأنّ الورديّة وحدها تستطيع إيقاف الحرب بعد الآن.
-لوسيا: أود أنّ أطلب منك أن تكشفي لنا عن هويّتك، وأن تصنعي معجزِةً حتّى يؤمن الجميع أنّكِ تظهرين لنا حقًّا.
-العذراء: إستمرّوا في المجيء إلى هنا في كلّ شهر، وفي تشرين الأوّل، سأخبركِ من أنا وما أتمنّى، وسأصنعُ مٌعجزةً سَيراها الجميع حتّى يُؤْمِنوا.
طلبت لوسيا العذراء أن تقوم ببضع ارتدادات وشفاءات ونعمٍ أخرى لبعض الأشخاص… فقالت أمّ الله: “يجب عليهم المثابرة على تلاوة الورديّة، وسيحصلون وبالتالي على تلك النّعم خلال هذا العام.”
ثمّ أضافت: “ضحوّا بأنفسكم من أجل الخطأة، وردّدوا مرّاتٍ عديدة، بخاصّةٍ عندما تقومون بتضحيةٍ ما:
“من أجل حبّك يا يسوع، ومن أجل ارتداد الخطأة، وتعويضًا عن الخطايا التي تُرتَكب بِحقّ قلب مريم الطّاهر”
2- رؤيا جهنّم والتكرّس لقلب مريم الطاهر
وفيما هي تتلفّظ بهذه الكلمات، مدّت سيّدتنا يديها، وانطلقت أشِعَّةٌ مُضيئةٌ منها اخترقت الأرض. وفجأةً وجدَ الأطفالُ أنفسهم واقفين على حافّة بحرٍ من نار، حيثُ يتعذّبُ عددٌ هائلٌ مِن الشياطين والنفوس الهالِكة.
كانت الشياطين تُشبه حيواناتٍ سوداءَ شفّافة بشِعةً ومُقرِفَة، وتمَلأُ الفضاء بِصرخاتٍ يائسة.
أمّا النّفوس فقد كان لها أشكالٌ بشَريّة، وبدت بلونٍ بنّيٍ تتقلّبُ باستمرارٍ في اللّهب مِثل جمراتٍ شفّافةٍ مُتّقدة في أتّونٍ وفي دخّانٍ كثيفٍ. تطوف في النّار ثمّ تُعليها في الهواء الشُّهُبُ التي تخترقها، لتعودَ وتسقُطُ من جديد على كلّ جِهةٍ كشراراتٍ وسط نارٍ عظيمةٍ، دون ثقلٍ أو توازنٍ، مُطْلِقَةً صرخات ألمٍ ويأسٍ دبَّتْ في قلوب الأطفال الرُّعبَ وجعلتهم يرتجفون.
دامتْ الرّؤيا للحظاتٍ، ولو لم تكن العذراء قد حضّرتهم لها في الظّهور الأوّل، مؤكّدةً لهم أنّها ستأخذهم إلى السّماء، لمات الأطفال من الخوف والهول، حسبما أكّدت لوسيا.
عندها فتحت أم الله رداءها، وظهر قلبها الطاهر المُكلّل بالأشواك، وقالت وهي تنظرُ بشفقةٍ الى الأطفال الشاحبين والمُرتجفين:
“لقد شاهدتم الجحيم، حيث تذهب نفوس الخطأة المساكين. لإنقاذهم، يرغب الله في أن يؤسّس في العالم التعبّد لقلبي الطاهر. إذا ما فعل الناس بما أقوله لكم، فإنّ الكثير مِن النفوس ستخلُص، وسيحلّ السّلام.
لقد أوشكت هذه الحرب على الانتهاء (العالميّة الأولى)، ولكن إن لم يتوقّف النّاس عن إهانة الله (لا سيّما في القربان كما أخبرهم الملاك في ظهوره قبل سنةٍ) ستَقعُ حربٌ أسوء منها خلال حبريّة البابا بيوس الحادي عشر (لم يكن قد انتُخِب هذا البابا، وقد أنبأت العذراء عن اسمه). عندما ترون نورًا غريبًا يسطعُ في إحدى ليلةٍ، إعلَموا أنّه سيكون علامةً عظيمةً من الله، يعاقب بها العالم على جرائمه (خطاياه)، بواسطة الحرب والمجاعة واضطهاد الكنيسة والأب الأقدس.
ولتجنّب هذا سوف آتي لأطلب تكريس روسيّا لقلبي الطاهر، والمناولة المقدّسة التعويضيّة في السّبوت الأولى من الشّهر. إذ نُفِّذت طلباتي، سترتدّ روسيّا ويحلّ السّلام، وإلّا سوف تنشر أخطاءها حول العالم (الشّيوعيّة والإلحاد) وتسبّب حروبًا وتضطهِدُ الكنيسة. سيستَشْهِدُ الصّالح، وقداسة البابا سيعاني كثيرًا، وستُدَمّر أُمَمًا كثيرةً. في النّهاية قلبي الطاهر سينتصر، سيُكرّس الأب الأقدس روسيّا لي، وسترتدّ، ويُمنح العالم فترةً من السّلام. في البرتغال سيُحافظ على عقيدة الإيمان (هذا ما حدث بِفعل تكرّس البلد لقلبها الطّاهر)
عندما تصلّون المسبحة ردّدوا بعد كلّ بيتٍ: “يا يسوع الحبيب، إغفر لنا خطايانا، ونجّنا من نار جهنّم وخذ الى السماء جميع النفوس، لا سيّما تلك التي هي بحاجةٍ أكثر الى رحمتكَ، آمين”
من صفحة قلب مريم المتألم الطاهر للمزيد
Share via:
0
Shares
