بقلم هاني كفوري-
دوّنتُ حزني بحروف دامعة
واتكأتُ على صدر الزمان
عاتبتُه ونجوم السماء قابعة
ترقُبُ ما سيقوله الإثنان
يا زمن لِمَ هذه الفاجعة
لماذا هو من سائر الأوطان؟!
وطن صغير جباله وادعة
بزمن القهر ما ردّ إنسان
رقصة الشمس فوقه شائعة
نالت إعجاب الولاة الرومان
هياكلُ أعناقها للعلاء رافعة
ما زالت تصلّي لوهم الأوثان
سهوله مغناج السنابل قانعة
بما رسم الله لها من ألوان
تمجّد الخالق بسجادة رائعة
ما أتت بمثلها عزّة سليمان
دموع الينابيع شهرتها ذائعة
تُبرئ العليل تُفرح العطشان
هواؤه صُنعة ملائكة طائعة
سخّرها الخالق لمجد لبنان
كانت الأجواء ضحكة فاقعة
صارت الأيام مرتعاً للأحزان
عارٌ صراخ الأطفال الجائعة
عزيز النفس أهانهُ الحرمان!
ماذا تقول والسماء سامعة
تحت ناظريها يُفتقد الأمان؟!
كم من بلاد أرضها شاسعة
غبار مرمح لنزوات الحصان؟!
تحتجب فيها الأشعةالناصعة
واللظى يعبث بصبر الظمآن
كم من أقفار ثلوجها لامعة
وطن الجماد جليده مصان!
لكنك أتيتَ بالعبث البدائعَ
شوّهتَ الجمالَ أبكيتَ الجنان
قررتَ العزم بضربة قاطعة
بلّلَتَ جفون القمر السهران
أذللتَ ذوي النفوس الخاشعة
لعزّة الله الحق بخور إيمان
غدرتَ صفاء القلوب الراكعة
سرقتَ التاج كسرتَ الصولجان!
يا زمان أما لديكَ من وازعَ
أليس للضمير عندك ميزان؟!…
Share via:
0
Shares
