يعاود المخرج والمنتج وكاتب السيناريو والممثل اللبناني فيليب عرقتنجي في نهاية أيلول الجاري ولمدة أسبوعين تقديم مسرحيته “صار وقت الحكي” في بيروت، حاملا هذه المرة خبرة اكتسبها من 50 عرضا لها في لبنان وثلاث دول أخرى، لمس فيها “تفاعلا كبيراً” من جمهور متنوع الفئات ومتعدد الجنسية مع سرده الممسرح لسيرته الذاتية، إن بالعربية أو بالفرنسية، بإخراج لينا أبيض.
وتستمر عروض “صار وقت الحكي” باللبنانية من 30 أيلول الجاري إلى 12 تشرين الأول المقبل على مسرح المونو الذي انطلقت منه قبل عامين، وكان عرقتنجي الآتي من عالمَي السينما والتلفزيون يخوض يومها تجربته الأولى على الخشبة. وبعد الإقبال الذي شهدته في بيروت، جذب ايضاً جمهوراً لبنانياً وفرنسيا بنسخة منها بلغة موليير مطعّمةً ببعض الكلمات اللبنانية بعنوان Parlons, il est temps قدّم عروضها على مسرح “إيسايون” Essaïon في باريس.
كذلك أطلّ عرقتنجي بمسرحيته في الدورة الرابعة والعشرين لأيام قرطاج المسرحية في تونس، وفي اللقاء المسرحي العربي الخامس في مدينة هانوفر الألمانية.
وقال مُخرج “بوسطة” (2005) و”تحت القصف” (2006) اللذين رشحهما لبنان لفئة الأفلام الدولية في جوائز الأوسكار إن “كثراً من اللبنانيين وجدوا أنفسهم أو جانباً منهم” في محطات قصة حياته. وأوضح أن كثراً قالوا له إن مسرحيته “تختصر في قصة لبنانيّ واحد ما يميّز شخصية كل لبناني وطريقة عيشه”.
وأضاف: ” ما أرويه عما عايشته في الحرب، أو عن تجربة الغربة عن لبنان، هو أيضاً قصة حياة جميع اللبنانيين، الذين رأوا أنفسهم من خلالي على الخشبة، وسمعوني أخبر ما مرّوا به هم أيضاً”.
وتابع: “حياتنا نحن اللبنانيين أشبه بطبقات متراكمة من التجارب، وقد يكون مفيدا أن ننفض الغبار عن واحدة منها أو عن بعضها، لكي نجدّد قدرتنا على التحمل والاستمرار، على أمل أن تكون الطبقة التالية والتجارب المقبلة أفضل وأكثر إشراقاً”.
ولاحظ عرقتنجي الذي أخرج أيضاً فيلمين سينمائيين آخرين هما الوثائقي “ميراث” (2014) والروائي “اسمعي” (2018) أن “الشعور نفسه بالتماثُل” مع قصته “كان موجوداً لدى الجمهور الخارجي عموماً، والفرنسي خصوصاً”.
وقال: “لمَسْتُ ذلك خلال عروضي، وفوجئت بمدى التفاعل، وتبيّن لي أن لقصتي بُعداً صالحاً لكل زمان ومكان وعابراً للحدود، وأن الأجنبي قد يجد نفسه فيها أيضاً ويتفاعل معها كما اللبناني”. وأضاف: “أنا أفتخر ذلك، وبأن مسرحية لبنانية يمكن أن تُعرَض خارج لبنان، وتحظى بردّ فعل من هذا النوع”.