على باب النهايات!

You are currently viewing على باب النهايات!
هاني كفوري-
إفعل ما شئت قبل الممات
فالموت عظة ليست تُسمَعُ
قد يضيق بك صدر الحياة
أما صدر الموت للكل يتّسع
الحيّ حقل تجرّبه المغريات
غيوم عابسة وغيوم تنقشع
قد تأسف يوماً على ما فات
وقد يبهت ما كان يلتمع
دروب الحيّ سدود وثغرات
والحكيم من الإشارة يقنع
ترى الغافل يسابق المسافات
والعاقل في صومعته يقبع
اللون جامع يوحّد الأموات
مهما كان لون الحياة فاقع
لا تُسمَعُ للحكمة أي أصوات
هبوب الشهوة للجنون مرتع
تكافُلُ الغريزة مع الضحكات
يستبق زفرات مدركٍ يدمع
مهما تلاقحت خطبة وعظات
ليس لإنصاف الحكمة مسمع
إن تصرخ السماء سمو الآيات
من شقوق الأرض جهلٌ يطلع
ورياح العبث تختلق الغايات
تخدير للعقول وللجنون منبع
يد الشيطان تلوّح بالجنيهات
تلوّث الطفولة وهي ترضع
وتبدأ رحلة البحث عن الذات
متاهات ليس فيها ما ينفع
والطبيعة تضبط سنّة الأوقات
توالي الشمس والقمر لا يُردع
صمت السماء غادر بالوشايات
يأذن لحرس الموت أن يقرعوا
جرس الإرتحال ثلاث دقات
لا قرار للراحل أين يوضع
ونقف معه على باب النهايات
بكلمات كئيبة نلوّح ونودّع
هو ليس وحده عند الوفاة
نودع معه خيبات ومطامع
ويدخل إلى دهاليز وزخرفات
لا تستر للسابقين ما يوجع
هيهات يتبادل معهم هيهات
ما يخفي له في الظلمة مهجع

اترك تعليقاً