تَقَعْ إلىَ جَانِبْ السَّرَاي المَعْني القَدِيم في دير القمر فيما بعد سَرَاي الأمير يوسِف الشَّهَابي ، مِنَ الجِهَّة الغَربِيّة في نَزلِة كَنِيسة سيِّدَة التلِّة عَلَيهَا السَّلاَم ، يَعْلُوهَا مَنزِلْ خَلِيل رَعد شمعون . تَسْتَمِدْ القسم الأكبَر مِنْ غَزَارَة مِياهِهَا مِنْ مَجرىَ نَبع الشَّالوط وَرُبَّمَا هِيَ أقدَمْ مِنْهُ بِدَلِيل بِناء أوَّل سَرَاي الأُمَرَاء المَعنييّن بالقرب مِنهَا وَلَيْس قُرب الشَّالوط . لَيْسَ لَدىَ المُؤَرِّخِين أيّ مَعْلومَات مُؤَكَّدِة عَنْ تَارِيخ هَذِهِ العيْن وإنشائِهَا سِوَىَ أنَّ الأُمَرَاء المَعْنِييِّن الَّذِينَ إنتَقَلوا فَي القَرن الخَامِس عَشَر مِنْ صَحْرَاء بعقلين وسَكَنُوا في دير القمر ، لِكَثرَة مِيَاهِهَا وقد بَنُوا هَذَا السَّرَاي ، ونِسْبَةً لِقَنَاطِرِهِ وعُقودِهِ العَالِيَة وبَوَّابَتُه المَنْحُوتة والمُزَخْرَفِة رَجَّحُوا أنْ يَكُون الامير فخر الدين المعني الاول هُوَ مَنْ بَناه وإخْتَارَ مَوْقِعهُ في هَذَا المَكَان بالقُرْب مِنْ هَذِهِ العَيْن “عَيْن إمْ نقُولاَ” والقَرِيب مِنَ المسجِد أيضاً .
تَحْتَوِي هَذِهِ العَيْن عَلىَ مَسْرَبَيّنْ مِنْ المِيَاه ، يَتَوَسَّطَانْ قَنْطَرَتَينْ ،أَمَّا سَبَبْ تَسْمِيَتُهَا بِعَيْن إمْ نقولاَ فَيَروِي البَعض مِنْ أبناء دير القمر القُدَامَىَ عَنْ الأجدَاد أَنَّ إمّ نقولاَ هِيَ صُوفِيَا الأرْنَاؤُطِي مِنْ دير القمر والِدَة لِشَاب وَحِيد إسْمُهُ نقولاَ إستُشهِدَ في خِدمَة الأمِير بَشير الثاني الشَّهابي الكبير وَزَوجُهَا أيضَاً قَضىَ في خِدْمَة الأمِير ، وَأصْبَحَتْ دُون مَأوَىَ وَلاَ مُعِين . فَكرَّمهَا الأمير وَأمَرَ بِبنَاء مَنزِل لَهَا فَوْق هَذَا السَّبيل “سَبِيل الأمير أحمد” حَسَبْ مَا كُتِبَ عَلىَ البِلاَطَة ، كَمَا خَصَّهَا بِرَاتِب شَهري وأصْبَحِتْ صُوفيَا تَسْكُنْ في هَذَا البيت وَهيَ ألَّتِي كَانَتْ مَعروفِة أكثَر بإمْ نقولاَ ، فَأُطْلِقَ عَلىَ هَذَا السَّبيل المَذكُور عَيْن إمْ نقولاَ .
وَبَعدَ وَفَاتِهَا إشتَرَىَ المَنزِل داوود رَعد شَمعون مِنْ وَرَثَتِهَا ، وَقَد آلَ هَذَا المَنزِل اليَوم إلىَ أسعد خليل شمعون . وَفِي سَنَة 1770 شَيَّدَ الأَمِير يوسف إبن الأَمِير مِلحِم الشَّهَابِي حَاكِمْ لبنان سَرَايَاه فوق هَذَا القصر مَبْنىَ بَلَدِيَّة دير القمر اليَوْم . وَقَدْ عَمِلَتْ البَلَدِيَّات المُتَعَاقِبَة في دير القمر عَلىَ الإهْتِمَامْ بِهَذَا المَوّقِعْ الأثَرِي بِتَرْتِيبِهِ وَتَحْسِينِهِ وَإقَامَةْ أحْوَاض الزُّهُور والشَّجَر إلىَ جَانِبهِ وأَمَامهُ وَوَضعْ سِيَاج وَبُوَّابِة حَدِيدية كَمَا هُوَ ظَاهِر في الصُّورَة . إذّ يُعْتَبَرْ هَذَا المَوّقِعْ إضَافِة الىَ المَعَالِمْ الأثَرِيِّة العرِيقَة بِقِدَمِهَا فِي دير القمر .
Share via: