” ع درب الصليب “…

زينا خليل-

هو مفتاح أسرار ملكوت السماء… مِحور وشعار المسيحيَّة… قلبها وعمقها… لأنَّه أعطانا الحياة الأبديَّة وغفر لنا خطايانا نحن أبناء الحياة…

هو جوهر كرازة الكنيسة الأولى يستمد قوته من السيّد المسيح كما قال بولس الرسول لمؤمني كورنثوس “إنَّ المسيح مات من أجل خطايانا ودفن وقام فى اليوم الثالث”.
 

عُرِف الصَليب كآلة تعذيب وعقوبة إعدام عند بعض الشعوب (غالبًا الشرقيَّة)، وكان اليهود ينظرون للصَليب بأنَّه موت اللعنة، لكن كلَّ هذه الرموز تحولت مع صليبِ السيد المسيح إلى إفتخار ليصبح شِعار المسيحيَّة في كل مكان وزمان….

لم يُصلب السيد المسيح لأنَّه كان ضعيفاً، ولم يُصلب المسيح لأنَّ اليهود أو الرومان كانوا حكّام ذلك الزّمان، فقد قال المسيح لبيلاطس الروماني: “لم يكن لك عليّ سلطان البتة لو لم تكن قد أعطيت من فوق، لذلك الذي أسلمني إليك له خطية أعظم”، وإذ جاء اليهود ليمسكوا يسوع، قال لهم: “من تطلبون؟” فأجابوه: “يسوع الناصري!” فقال لهم يسوع: “أنا هو” فلما قال لهم ذلك، رجعوا إلى الوراء وسقطوا على الارض “.

إنَّ حقيقة صلب السيد المسيح لا تقبل الجدل، لأنَّ أنبياء العهد القديم تنبأوا قبل صلب السيَّد المسيح بمئات الأعوام: فتنبأ داود النبي عن موت السيّد المسيح مصلوبًا بكلماته: “ثقبوا يديَّ ورجليَّ”، وتنبأ أشعيا النبي عن سبب هذا الصلب “وهو مجروح لأجل معاصينا مسحوق لأجل آثامنا… كلنا كغنم ضللنا ملنا كل واحد إلى طريقه والرب وضع عليه إثم جميعنا “.

صليب السيّد المسيح يُحررنا من اللعنةِ ومن الأهواءِ والشهوات… يُحررنا من سيرتِنا الباطلة لكي نعيش حياة القداسة… يُساعدنا لنسير في طريقِ الآلامِ برجاء ومحبة… ” ع درب الصليب” نسير كل يومٍ من فلسطين إلى بيت لحم وأورشليم إلى بابل وصيدنايا ومعلولا وصولاً الى لبنان…

هذا الشرق المقدَّس ينزف الدماء مع كلِّ فجر فعلينا برجاء القيامة الثبات ونشر تَعاليم السيَّد المسيح لنكون رُسل في كلِّ زاوية من شرقِنا…

اترك تعليقاً