اكتشف السومريون فكرة الختم الاسطواني في العام 3500 قبل الميلاد ، وهو يكشف المعتقدات والاعراف والطقوس الاجتماعية آنذاك.
كان الغرض من الاختام الاسطوانية هو تنظيم معاملات البيع والشراء بين الافراد ، ولتثبت العقود قانونيا ، اذ كانت الاختام بمثابة التوقيع الشخصي لتنظيم الحياة والتعاملات بين الأشخاص ، ولذلك لم يتجاوز طول الختم الأسطواني عن 6 سنتمترات وكان يثقب لادخال الحبل فيه لوضعه حوّل الرقبة او اليد ليسهل حمله في اي مكان.
وتعتبر الاختام اقدم نشوء لفكرة الطباعة في تاريخ الفكر الانساني ، اذ اصبح بالامكان انجاز العديد من طبعات المشاهد التشكيلية بمجرد ضغط جسم الختم على الطين وتدويره ، فكان اقدم اكتشاف لتقنيات انجاز المشاهد في فن “الجرافيك”.
تثير هذه الإشكال دقيقة الحجم المنحوتة على سطوح الأختام الأسطوانية الرافدينة اهتمام اصحاب الفكر المعاصر. فمن الصعب تصور إنجاز مثل تلك المشاهد النحتية الدقيقة من دون استخدام أنواع من العدسات المكبرة ، الأمر الذي يؤكد اختراع سكان الرافدين لأنواع من الأدوات والآلات الحجرية والمعدنية الدقيقة جدا التي ساعدتهم في إنجاز اصغر المشاهد المتكاملة الشكل على قطعة حجر لا يتجاوز حجمها بضع سنتمترات.
المصدر: تاريخ الفن في بلاد الرافدين ، زهير صاحب/الجزء الثاني