جهاد شوفي-
…أنا أُحِبُ هذهِ المرأةَ، أُحِبُّها بلا هوادةٍ…أُحِبُّها بقدرِ كذبِ رجالاتِ السِّياسة في البلادِ العربيّةِ…أُحبُّ هذهِ المرأةَ الّتي لا تُشبِهُ أحدَاً أبداً، وأَعودُ إليها كما يَعودُ المُغَرَّبُ قسراً عنْ بلادِهِ إليها!!
…هذهِ المرأةُ الّتي أورثتني قلبَها وحُبَّها، ودفءَ صدرِها ، والّتي بكَتَ عليَّ يومَ ولادتي أكثرَ بكثير من يومِ موتي، لأنّها عاشرت خطيئةَ تسليمِي إلى بلادٍ، تسحقُني وتذُلّني، وحقُّ انتمائي إليها لا يمنحني سوى الشَّهادةِ!!
…واليومَ، وأنا في كهولةِ العمرِ،أعترِفُ أنَّي وُلِدتُ عارياً بينَ يديها، وسأموتُ عارياً،وقد حقّقَ لي دَمعُها عِمادةَ الماءِ والمِلحِ…
…في هذا اليومِ، سلامٌ مُطلقٌ للمرأةِ،سلامٌ جميلٌ كعينيِّ النبي يوسف…
…سلامٌ للأمَّ، الّتي ما انقطعت عن شهوةِ الحُبِّ لأولادِها،وجعلتَ من قلبِها وصدرِها عكّازاً لأيّامهم، وأرضعتهم حليبَ”الصَّوابِ” والأملِ..
…سلامٌ للمرأةِ ـ الأُختِ، الحارِسةُ لِفرحِ العينينِ، في الأزمنةِ العرجاءِ..
…سلامٌ للمرأةِ ـ البنت، الصّدرُ الّذي أعبدُ، وأُشمشِمُ عطرَ الكلماتِ، أسعد اللّهُ صباحكِ، أنتِ في روحي، إلى أنْ يشيبَ الزَّمانُ…
…سلامٌ للمراةِ ـ الزَّوجِ(لا وجودَ لكلمةِ الزّوجة في لُغتنا ـ ألزّوج للرجلِ والمرأةِ)…ما لا أعرِفهُ عنِ الحبِّ وجدتُهُ فيكِ، رفيقةُ الفرحِ والألمِ، شقيقةُ الرّوحِ والنَّفسِ…
…سلامٌ للمرأةِ(أمَّ الشَّهيدِ)، التّي مسحتِ الغُبارَ عنْ صورةِ إبنها الشَّهيدِ ، كسيدتنا العذراء،حينَ لملمتِ القشَّ عن جسدِ النَّاصري، وسيّدتنا “زينب الّتي ما هانَ على اللّهِ أنْ يرى دموعها..
…تحيّةَ حُبٍّ وإكبارٍ وعزٍّ لكلِّ امرأةٍ ولِدت في ظلالِ سوريه، وعملت لخيرِها ونجاتِها، حُبَّاً وانتماءً..
Share via:
1
Share