المطران عطالله حنا-
اليوم هو الأول من أيار وهو يوم العمال العالمي ونود في هذه المناسبة ان نلتفت بنوع خاص الى شريحة العمال والكادحين في فلسطين والذين يتعرضون للاذلال بشكل يومي حيث الحواجز العسكرية منتشرة في كل مكان ، لا بل هنالك ازدياد في حالة البطالة والفقر والعوز وذلك بسبب عدم قدرة الكثيرين للوصول الى أعمالهم واشغالهم بسبب الحواجز التعجيزية والسياسات العنصرية والتي تمنع الفلسطيني من ان يصل الى عمله وخاصة في القدس وفي مناطق ال48 الا بعد الحصول على تصاريح ومهمة الحصول على تصاريح انما مهمة شاقة وعسيرة.
بعد ان ابتدأت الحرب اتسعت رقعة البطالة والفقر والعوز وهنالك اسر تعيش في حالة وفي أوضاع مؤلمة بسبب انعدام المدخول وعدم وجود إمكانية للوصول الى العمل ، ففي محافظة بيت لحم على سبيل المثال لا الحصر فان غالبية المواطنين تعتاش من السياحة ومن الفنادق والمطاعم التي يؤمها الزوار والحجاج الاتون من مختلف ارجاء العالم ، واليوم وبسبب الحرب وعدم وجود حركة سياحية فإن غالبية الفنادق مغلقة وهذا يعني ان العاملين فيها عاطلين عن العمل وهذا هو حال المطاعم وغيرها من المحلات التجارية والتي تحمل طابعا سياحيا وهي تبيع التذكارات التي يشتريها الزوار والسياح لكي يأخذونها الى اوطانهم كذكرى وبركة من الأرض المقدسة.
الكثيرون يتصلون بنا ويطلبون المساعدة للحصول على تصريح للدخول الى القدس في حين ان مسالة الحصول على التصريح فيها كثير من التعقيدات والتعجيز وكأنها عملية اذلال ممنهجة ومرسومة وخاصة لشريحة الشباب التي تسعى من اجل الوصول الى عمل يوفر لقمة طعام للأسر الفلسطينية في الضفة الغربية.
نحن نعيش في أوضاع صعبة فقد خلفت الحرب الكثير من المآسي وفي غزة بنوع خاص ولكن الضفة تعاني أيضا والقدس كذلك واهلنا في مناطق ال48.
نجدد مطالبتنا بوقف الحرب لعل وعسى تتحسن الأمور نحو ما هو افضل.
أقول لابناء شعبنا وخاصة لشريحة الشباب العاطلة عن العمل بأن المرحلة التي نعيشها صعبة ومعقدة ونتمنى ان نتجاوزها قريبا وسريعا ومطلبنا الأول والأخير والاساسي في هذه الأوقات هو ان تتوقف حرب الإبادة التي خلفت الكثير من المآسي والمصائب والتي يدفع فاتورتها شعبنا كله .
نعيش في مرحلة صعبة فالكل يعاني ويبدو ان المخطط هو تحفيز الفلسطينيين على ان يحزموا امتعتهم وان يغادروا وطنهم وهذا ما يفكر به البعض ، ولكنني ما أقوله للفلسطيني ابقى في بلدك ولا تغادر فلن تجد مكانا في هذا العالم اجمل من فلسطين وما ينقصنا هو السلام والطمأنينة والامن والاستقرار وتحقيق العدالة المغيبة في هذه الديار .
لن نستسلم لثقافة اليأس والإحباط والقنوط التي يريدنا البعض ان نكون غارقين فيها ويجب ان نكون متفائلين بأن المستقبل افضل وما نمر به هو سحابة صيف سوف تزول حتما .
كان الله في عون شعبنا في هذه الأوقات مع تمنياتنا بأن تتوقف الحرب وان تتحسن وتتبدل الأحوال نحو ما هو افضل .