احتفل مطران بعلبك للروم الملكيين الكاثوليك الجديد ميخائيل فرحا بقداس الشكر في كنيسة سيدة البشارة في الربوة، بعد سيامته الاسقفية الأحد الماضي في حريصا، عاونه النائب الأسقفي على ابرشية بعلبك الاب يوسف شاهين والأبوان شادي نقوز وساسين غريغوار، وخدمت القداس جوقة سيدة البشارة، بحضور مطران الأرمن الكاثوليك في الشام جورج اسادوريان، الوزير السابق جورج كلاس، عائلة المطران فرحا، الشاعر نزار فرنسيس، وحشد من أبناء بعلبك.
وبعد الانجيل المقدس القى المطران فرحا عظة قال فيها:”سمعنا في انجيل اليوم يسوع يقول للشاب الذي سأله ماذا اعمل من الصلاح لتكون لي الحياة الأبدية اجابه يسوع اذا اردت ان تكون كاملا فاذهب وبع أموالك واعطها للفقراء فيكون لك كنز في السماء وتعالى فاتبعني. لقد تلقينا جميعا الكثير مما اعطانا اياه الرب بقي ان نترك الأشياء الصغيرة ونجدّ في الخيرات الكبيرة، يعيد الرب يسوع لنا أضعاف ما نفعله من أجله، ان شئت ان تكون كاملا عليك ان تترك الأشياء الكبيرة دائما. اذا هذا الأمر ليس مفروضا علينا جميعا بما ان التضحية طوعية فإن الاستحقاق يصبح أعظم ولكن بلوغ الكمال لا يكفي احتقار الغنى وترك المجد الباطل والاماكن الأولى ولكن علينا ايضا اعطاء خيراتنا والتحرر من كل ما نستطيع خسارته واكتسابه في وقت معين”.
أضاف:”هذا أمر فعله كثيرون من غير المسيحيين وبقي على المسيحي ان يفعل أكثر منهم، يجب اتباع المسيح لانه هو الحكمة والكنز الأبدي، لذلك في أعقاب سيامتي الاسقفية أقف أمامكم بروح مملوءة بالرهبة والامتنان والتواضع بعد أن دعاني الرب إلى هذه الخدمة رغم ضعفي وملأ قلبي بالنعمة لأتبعه في طريق التضحية. لقد سمعت صوته يقول لي كما قال لتلاميذه “تعالَ واتبعني”، فتركت كل ما كنت عليه وسلمته ذاتي كما هو بضعفه ورجائه لأكون تلميذا له خادما لكلمته وراعيا له”.
واعتبر أن “السيامة الاسقفية ليست مجدا شخصيا بل هي دعوة للتخلي عن الذات، عن الراحة، عن الرأي الخاص، عن كل ما يمكن أن يشكل عائقا أمام حمل الصليب والسير وراء المعلم. اردد مع بولس الرسول “لكني احسب كل شيء خسارة من أجل معرفة يسوع المسيح ربي الذي من أجله خسرت كل الأشياء وانا احسبها نفاية لكي اربح المسيح”.
وقال:” لقد درجت العادة في الكنيسة ان بعد السيامة الاسقفية على الأسقف الجديد ان يقيم قداس شكر وهذا ما نفعله الآن لجميع الذين شاركوا وتعبوا إن في الانتخاب أو السيامة أو في الحضور لذلك أتوجه اولا بالشكر إلى البطريرك يوسف العبسي الذي شرفني بوضع يده المباركة علي وسيامتي اسقفا، كما أشكر امامكم اساقفة السينودس المقدس للروم الملكيين الكاثوليك الذين وضعوا أيديهم علي في هذا السر العظيم ، سر الكهنوت الاسقفي، شكرا لثقتكم وارشاداتكم وصلواتكم معبرين بذلك عن وحدة الكنيسة الجامعة وسيرها على درب الإنجيل متذكرا كلمة بولس الرسول إلى تلميذه تيموتاوس “لا تهمل الموهبة التي فيك معطاة لك بالنبوءة مع وضع أيدي المشيخة”، كما ارفع شكري إلى إخوتي الكهنة والشمامسة الذين يشتركون معي في الخدمة لاحقا، في خدمة الكلمة والاسرار وهم العمود الذي ترتكز عليه الابرشية وكل رعية من الرعايا التي ائتمنا عليها وعلمكم الصامت والمحب هو شهادة حية للمسيح في العالم. ولا يسعني الا ان اقدم شكري وامتناني العميق لشعب الله المبارك، أنتم الذين تشاركونني هذه الذبيحة في هذا اليوم المقدس بفرح عظيم وأخص بالشكر الحاضرين من اهل ابرشية بعلبك وتوابعها، هذه الابرشية التي مرت في زمن من الانتظار بعد خلو الكرسي الاسقفي، اعلم ما يعانيه غياب الراعي وأشعر بثقل هذه المسؤولية أمام الله وامامكم اعدكم ان اكون خادم هذه الابرشية كما قال الرب يسوع “انا هو الراعي الصالح والراعي الصالح يبذل نفسه عن الخراف”. الشكر للعائلة والأخوة الاحباء وعائلاتهم الذين يرافقونني خصوصا في صلاتهم منذ سنوات وبخاصة في الأشهر الأخيرة بعد إعلان انتخابي اسقفا”.
وختم:”نحن نعيش سنة الرجاء في كنيستنا لذلك اجدد معكم الثقة بأن الله لا يتركنا بل يسير معنا مهما اشتدت الصعوبات. دعوتي اليوم كأسقف جديد ان اكون خادما للرجاء ليس بالكلام فحسب بل بالعمل والصلاة والمرافقة، فالرجاء ليس حلما بل هو يقين في وعد الله لنكون مواظبين على الصلاة. دعونا نتمسك معا بهذا الرجاء الحي الذي يعطينا القوة لننهض ونسامح ونبني من جديد ونعبر من الحزن إلى الرجاء ومن الانتظار إلى ثمار الإيمان، لنواصل المسيرة معا يدا بيد لنكون كنيسة حية شاهدة للمسيح في هذا الزمن العصيب واطلب منكم أن تذكروني دائما في صلواتكم لكي اكون امينا للنعمة التي أعطيت لي فأخدمكم بحسب مشيئة الله كما يوصينا الكتاب المقدس “ارعوا رعية الله التي بينكم نظارا، لا عن اضطرار بل بالاختيار، ولا لربح قبيح بل بنشاط، ولا كمن يسود على الانصبة، بل صائرين امثلة للرعية”، لنثبت معا في الإيمان ولنكمل المسيرة بفرح حاملين صليبنا كل يوم متبعين معلمنا الصالح لانه وعدنا “ها أنا معكم كل الايام إلى انقضاء الدهر”.
