احتفلت كلية الحقوق والعلوم السياسية والإدارية – الفرع الثالث في الجامعة اللبنانية بتخريج دفعة جديدة من طلاب مرحلة الإجازة، وذلك في احتفال نُظّم في معرض رشيد كرامي الدولي برعاية رئيس الجامعة اللبنانية الدكتور بسام بدران وحضور فعاليات سياسية وروحية وأكاديمية وتربوية وأهالي الخريجين.
بعد النشيد الوطني ونشيد الجامعة، استهل الاحتفال بكلمة الخريجات والخريجين التي ألقتها الطالبة ماري جرجس طعمه، ثم ألقى مدير الكلية الدكتور خالد الخير كلمة أكد فيها للطلاب أنهم يتخرجون “سيوفا للحق وحراسا للعدالة”، وحثهم على أن يكونوا أحرارا لأن الأحرار يتبعون وجه الحق.
وشدد الدكتور الخير على أن” خريجي كلية الحقوق هم جيش لبنان المدني الذي يناضل إلى جانب الجيش الوطني، ودعا الخريجين ليتذكروا دائما أن لبنان بحاجة إليهم خصوصًا أمام العدو الإسرائيلي الذي يمعن عدوانا في لبنان وغزة”.
من جهته، شدد عميد كلية الحقوق والعلوم السياسية والإدارية الدكتور حبيب القزي على أن” كلية الحقوق لم تكن يوما مجرد صرح أكاديمي يمنح الشهادات بل كانت وستبقى مصنعا للرجال والنساء صانعي الغد وأن الرهان دائما هو على الطلاب وهم اليوم يشكلون رصيدا وطنيا في ساحات العدالة والسياسة والإدارة”.
وقال العميد القزي: “نغتنم هذه الفرصة لنتوجه بالشكر إلى كل من دعم مسيرة فرع الكلية في طرابلس وفي مقدمتهم الوزراء والنواب الذين كان لتعاونهم بالغ الاثر في تطوير هذا الصرح وتحقيق استقراره واستمراريته”.
بعد ذلك، تحدث بدران فقال: “نتشارك فرحة التخرج لطلاب كلية الحقوق والعلوم السياسية، هذه الكلية التي تعتبر منارة القانون ومرأة الحياة السياسية في وطن يتوق إلى الحق ويبحث عن الاستقرار. إن اختصاص الحقوق والعلوم السياسية ليس مجرد حفظ للنصوص أو تحليل للأنظمة، بل هو التزام أخلاقي، وموقف إنساني، ورسالة وطنية. فلبنان اليوم، أكثر من أي وقت مضى، يحتاج إلى قضاة لا يخافون، ومحامين لا يساومون، ونشطاء لا يتراجعون، وباحثين لا يكلون. يحتاج إلى جيل يؤمن بأن القانون ليس أداة للهيمنة، بل وسيلة للعدالة، وأن السياسة ليست فن الممكن فقط، بل فن الإصلاح والمساءلة”. أضاف: “إن تخرجكم اليوم هو انتقال من مقاعد الدراسة إلى ميادين العمل، وهو أيضا عبور من المعرفة إلى المسؤولية، ومن التعلم إلى الالتزام. لقد اخترتم اختصاصا يضعكم في قلب المجتمع، حيث تصاغ القوانين، وتبنى المؤسسات، وتحتبر القيم أنتم اليوم مدعوون أن تكونوا صوت العدالة في زمن يعلو فيه الضجيج، وأن تكونوا ضمير الوطن في لحظة يحتاج فيها لتثبيت مقولة أن الحق لا يشترى، وأن السياسة لا تحتزل بالمصالح الضيقة. لقد تعلمتم أن للقانون روحا تنصف المظلوم وتردع الظالم، وتعلمتم أن السياسة هي السعي لفهم المجتمع وتغييره نحو الأفضل. أنتم أبناء السمال وأبناء طرابلس ولبنان معا، تحملون إرث مدينة قاومت التهميش والصور النمطية، وارث جامعة لبنانية تحقق تقدما ثابتا في التصنيفات العالمية وتحتل المراتب الأولى محليا ، جامعة آمنت دوما بأن التعلم حق للجميع، وأن المعرفة سبيل إلى الحرية”. وختم الرئيس بدران كلمته بالتوجه إلى الخريجين قائلا: “أوصيكم وأنتم على أعتاب رحلة جديدة، أن تجعلوا من النزاهة درعكم، ومن خدمة الناس غايتكم أنتم اليوم رسل الجامعة اللبنانية في ساحات العدالة والقرار، وجهها المشرق في لبنان والعالم. فلتكن شهادتكم جسرا إلى الإصلاح، ولتكن حياتكم المهنية صلاة يومية للحق والحرية والكرامة الإنسانية. أبارك لكم ولأ هاليكم هذا الإنجاز ، وأحبي أساتذتكم الذين غرسوا فيكم بذور الفكر والالتزام. وأؤكد لكم أن الجامعة اللبنانية ستبقى بينكم الأول وذاكرتكم المشتركة ومنبركم الدائم”.
واختتم الاحتفال بتوزيع الشهادات على الخريجات والخريجين.