الأب فادي روحانا –
من زمان وجايه، كنّا نجي ضد أختي لما تخبرنا عن العنف لي عم تعيشو مع زوجها. نفكرها عم بتبالغ… نجي ضدها لما تخبرنا عن الظلم، عن الوجع لي عم بتعيشو بحياتها. نقلها: “روقي الدني فيها صليب. بكرا بتتغير الأمور…”
بعد أربعين سنة، ولانو الوقت بيكشف الحقيقة. طلعت كل خبارها حقيقية وكنا كلنا عم نظلمها ونزيد قهرها…
طلع معها حق ونحن فهمنا كتير مأخرين…
الْيَوْمَ كانت عندي أختي بزيارة، وقبل ما تفل، غسلتلي الجليات، وكنست الارض قد ما بتقدر، وكبت الأكل البايت من البرّاد…
قالتلي: “يا خي الخوري ختيرنا… بشوفك لما أقدر إجي…صليلي.”
حطت شالها حول راسها وهدّت عصاتها لي بتعكز عليها، ودموع بعيونها من أربعين سنة، ومشيت كأنها عم بتجر جبال…
أختي عاشت مقهورة مش من زوجها السكير أو الخاين بل من موقفنا، ولامبالاتنا، وطولي بالك كرمال ولادك…
زوجها عايش، ولادها تزوجو وراحو، وأختي جسمها أوجاع وأدوية للأعصاب قد ما بدكن… أختي، ختيرها القهر قبل الكل تحت غيوم سودا. الأخت هي القلب لي ع قلبي. قلبها عالكل وما حدها كان قلبو عليها.
احترقت سنينها بنار الظلم وبكرا بتفرج… قالتلي قبل ما تفل من زيارتها الْيَوْمَ: صليلي.
أتاري في قديسين بهالدني، مش عارفين إنّو حياتن اكبر قداس.
أتاري في قديسين مظلومين… منسيين…
وأتاري في قديسين بهالدني، ما بتساعن الفاتيكان.
عذراً أختي بدل ما نعطيكي مشعل الثورة عطيناكي مكنسة وممسحة وقبل ما تنامي حبّة منوّم…
Share via:
0
Shares
