ان الإعلان عن وقف حرب الإبادة في غزة نتمنى ان يكون انطلاقة لمرحلة جديدة يعيش فيها أهلنا في القطاع في أوضاع افضل بعيدا عن آلة الحرب والدمار والخراب والتجويع والتنكيل .
نعلم جيدا ان غزة دمرت والدماء التي سفكت فيها لا تضاهى بأي شيء في هذا العالم فكل قطرة دم سالت تعني بالنسبة الينا الشيء الكثير ، وتضحيات شعبنا حتما لن تذهب هدرا وثمرتها سوف تكون الحرية .
يبدو اننا دخلنا ومع اطلالة هذا اليوم في مرحلة جديدة وفي عهد جديد ومن تدخل وتوسط وقال كلمة حق يستحق منا كل الثناء والشكر.
نرفض التحريض على أي بلد عربي ونرفض خطاب التخوين والتشهير والإساءة أيا كان شكله وايا كان لونه حتى وان كانت لنا مآخذ او ملاحظات فنحن كفلسطينيين في هذه المرحلة نحتاج الى الأصدقاء والى الاشقاء لكي يكونوا بجانب شعبنا في حقبة ما بعد انتهاء الحرب وهي حقبة لملمة الجراح وبلسمة الاحزان وبدء مشاريع إعادة الاعمار واولا وقبل كل شيء انتشال الركام .
المرحلة التي ابتدأت اليوم لربما ستحتاج الى سنين لكي تعيد غزة كما يجب ان تكون وافضل مما كانت سابقا ، وهذا يحتاج أولا الى ترتيب البيت الفلسطيني الداخلي بعيدا عن الانقسامات وبعيدا عن لغة التخوين والتطاول كما ويجب ان نقدر الجهد الذي بذل من الاشقاء والوسطاء العرب من اجل الوصول الى هذه النتيجة.
نحن نشكرهم ونقول لهم بأن مهمتكم لم تنتهي بعد ويجب ان تواصلوا الجهد حتى تحقيق امنيات وتطلعات شعبنا الفلسطيني الذي يستحق ان يعيش بحرية وسلام في وطنه وفي ارضه المقدسة .
انتهت الحرب التي ادمت قلوبنا وادخلتنا في حالة الألم والحزن ونتمنى ان تكون هنالك استمرارية لوقف الحرب لا سيما خبرتنا مع الاحتلال مريرة .
اعود وأكرر بأن الوسطاء هم مطالبون اليوم اكثر من أي وقت مضى لكي يكونوا الى جانب شعبنا فما نريده هو ليس فقط الا تعود الحرب بل نريد ان ينتهي الاحتلال وتتحقق امنيات وتطلعات شعبنا الفلسطيني في هذه الأرض المقدسة .
ستبقى فلسطين لاهلها ومهما تآمروا عليها وخططوا لتصفية قضيتها فإن كل هذه المؤامرات ستبوء بالفشل ، لا توجد هنالك قوة قادرة على شطب فلسطين من على الخارطة ، ولا توجد هنالك قوة قادرة على شطب وجود شعبنا والنيل من عدالة قضيته .
بعد هذا الكم الهائل من الدماء والشهداء والدمار والخراب ما يجب ان يناله شعبنا هو الحرية الكاملة والانعتاق من الاحتلال ومن يقرأ تاريخ الشعوب التي عانت من الاستعمار والاحتلال يدرك جيدا ان الحرية لا تقدم لطالبيها على طبق من ذهب.
نتمنى ان تكون ثمرة هذه التضحيات مستقبلا افضل لغزة ولفلسطين كلها ولشعبنا كله .
فشعب قدم هذا الكم الهائل من التضحيات يستحق ان يكون مستقبله افضل وان ينعم بالحياة والحرية والامن والأمان والسلام .
المطران عطا الله حنا
رئيس أساقفة سبسطية للروم الأرثوذكس
القدس 9/10/2025
