-القدّيس بورفيريوس الرائي
لا شيء يحدث صدفة.
الضيقات والأمراض، كلّها لها غايتها.
ها أنت تشعر بالضيق بسبب أهل بيتك، وتتألّم تارة مع زوجتك وتارة مع أولادك.
لكنّ كلّ ما يسمح به الله في حياتك، إنّما هو لتكميل نفسك وخلاصك.
هؤلاء بالذات هم الذين يجعلونك ترتقي روحيًا إلى العُلى.
فلولاهم، لما تقدّمت خطوة في الطريق الروحي.
إنّ الله هو الذي أعطاك إيّاهم، من أجل خلاص نفسك.
قد تقول لي — تابع الشيخ —:
«وهل من الخير أن نتألّم من أحبّائنا؟»
نعم، هكذا يشاء الله.
فأنت إنسان شديد الحساسيّة، ومن كثرة همومك تؤلمك معدتك وبطنك.
— نعم، يا أبي، ولكن هل من السيّئ أن يكون الإنسان حسّاسًا؟
— نعم، من السيّئ أن يكون المرء شديد الحساسيّة مثلك، لأنّك بهمومك تسبّب لنفسك أمراضًا جسديّة كثيرة.
أما تعلم بعدُ أنّ كلّ الأمراض النفسيّة أيضًا هي شياطين؟
— لا…
— إذًا، تَعلّمْ هذا منّي الآن.
