في حياة كل إنسان لحظات لا تُروى، وجراح لا تُقال، أمورٌ ثقيلة لا يستطيع البوح بها، فيضطر إلى تخطيها مرغمًا، بصمتٍ موجع، كمن يبتلع حجارة الغياب والخذلان ويواصل المسير، فبعض التجارب لا يصلح لها العزاء ولا التفسير، لأنها تحدث في العمق، في المكان الذي لا تبلغه الكلمات، ولذلك نكبر أحيانًا ليس بالسن، بل بما مررنا به وحدنا، بما تجاوزناه دون أن نبوح به، وكأن النضج الحقيقي هو أن تصمت كثيرًا عمّا كسرك، وتستمر، لأنك عرفت أن لا أحد يستطيع أن يحمل أوجاعك مثلك.
