لحظة صمت تعيدني إلى الحياة

You are currently viewing لحظة صمت تعيدني إلى الحياة

أحيانًا، يتسلل إليّ شعورٌ غريبٌ بالتعب، لا يوجده دواء ولا يزوله نوم. هو ذلك الثقل الذي يضغط على صدري، ويطفئ وهج الروح. في تلك اللحظات، أجدني في حاجة ملحّة إلى شيء أبسط من كل تعقيدات العالم. آتي بها من الغرفة، حاملةً إياها بين يديّ، أضعها برفق على الطاولة أمامي.

لا أحتاج إلى كلام، ولا أفعل شيئًا سوى أن أُسمر بعيون مفتوحة على تفاصيلها، أُبحر في صمتها الذي يغمُرني. دقائق قليلة فقط، وأشعر وكأن الزمن توقف، وكأن كل التعب والهموم قد ذابت في هواء نقيّ يتخلّل المكان.

هذا العلاج الذي لا تُدرّسه الكتب ولا تشرحه المحاضرات، هو قصةٌ تروى بصمتٍ، وتجربة تنطق بها الروح. هو سرّ لا يُكتَب في مراجع الطب، لكنه يُعاش ويُشعر بفعاليته من أعماق القلب.

معها، أتعلم الصبر. معها، أستعيد حيويتي وأجد في هدوئها عزاءً لكل ما أُرهقني. ربما هو وجودٌ فقط، ولكنّه وجودٌ كافٍ ليمنحني القوة من جديد.

في عالم يعج بالضجيج، حيث يسرق منا التوتر السلام، تبقى تلك اللحظات البسيطة، حين أتأملها، هي المعجزة التي تُشفى بها نفسي.

اترك تعليقاً