لا تُرهق نفسك بتتبّع التحليلات فالإجابة جاءت صريحة من كبير القوم ترامب، حين قال بوضوح:”لن تستطيع إسرا..ئيل أن تحارب العالم.”
قالها وهو يبرّر رغبته في وقف الحرب، مُدركًا أن آلة القتـ.ـل وصلت إلى سقفها، وأن الكيان لم يعُد يواجه غـ.زّ..ة وحدها، بل ضمير العالم بأسره.
لقد شاء الله أن يكون الثبات الأسطوري للمقا..ومة ومعه الموجة العالمية الرافضة للإبا..دة، هما السلاحان اللذان أجبرا الجميع على التراجع.
فمن المظاهرات المليونية في العواصم الكبرى، إلى الأصوات الحرة في الجامعات، إلى قرارات حكومات جريئة على رأسها إسبانيا وجنوب إفريقيا ودول أمريكا اللاتينية — كان الموقف الأخلاقي هو الوقود الذي أطفأ نار العدوان.. كما برزت شخصيات حرة، كـ رئيس كولومبيا غوستافو بيترو، الذي بدا كأنه ضمير ناطق في عالمٍ خرسَ عن قول الحقيقة.
كل مقالة، وكل مشهد، وكل وثائقيّ، وكل منشورٍ صادق فضح الإبا..دة، ساهم في عزل الكيان وكشف وجهه الحقيقي أمام البشرية.
لقد كانت إسرا؟..ئيل تراهن على سرديّتها القديمة: “الضحية التي تدافع عن نفسها”.لكنّها هذه المرة فشلت في شراء ضمير الإعلام، وانهارت سرديتها أمام الصور التي خرجت من بين الركام، أمام وجوه الأطفال والناجين، وأمام مشهد الإصرار البطولي للمقاومة رغم الحصار والنار.
وحين صار الرأي العام العالمي يرى أن إسرا..ئيل لا تحارب “الإر..ها..ب” كما تدّعي، بل تحارب الإنسانية نفسها، بدأ قادتها يدركون أن استمرار الحرب لم يعُد ممكنًا.
لقد تحوّل الكيان من “حليفٍ للغرب” إلى عبءٍ أخلاقيّ على العالم الحر.
فكانت الهدنة لا كخيارٍ استراتيجيّ بل كـ ضرورة وجودية لتهدئة العالم.
وفي النهاية، كما قال ترامب:
“إسرا..ئيل دمّرت غـ.زّ..ة، لكنها خسرت العالم.”