مينا بشير-
لم أعُد أسعى لإقناعِ أحد،
و لم تَتَبَقّى لي طاقةٌ للخَوضِ في نِقاشاتٍ تافِهة. فجأةً وجَدتُني لا أقوى على مُحاولةٍ أخرى. فكل تلك الحِواراتِ العَقيمةِ التي استَنزَفتُ فيها نَفسي لم تَعُد تُمَثِّلُ شيئًا سوى مرحلةٍ سَخيفةٍ عُنوانُها البَلاهةُ و الفَجاجة. وَسطَ صَخَبِ الأحاديث، ها أنا أبحَثُ عن خَيطٍ فِضّيٍ يَقودُني إلى بُؤرةِ الهُدوء. أشعرُ أنني أفنَيتُ جُزئًا كبيرًا من ذاتي على طاوِلةِ المُناظَرات، و أنا أحاوِلُ حَشرَ آرائي في عُقولِهم المُتَيَبِّسةِ بكل اندِفاع، كنتُ أظُنُّ أن ذلك الحَماسَ الطُفولي في نَبرةِ صَوتي و المَنطِقَ كانا كافِيَينِ لإقناعِهم. لَعِبتُ بأوراقي الرابِحة في حُروبٍ خاسِرة، و أنا الآن أتَعَهَّدُ نَفسي و مِرآتي الداخِلية بألا أطَأَ عَتَبةَ النِقاشات مهما حدَث.
منذ اليوم سأكتَفي بالمُحاربةِ بصَمت.
Share via:
0
Shares
