لوحة العذراء التي تحلّ العُقَد

You are currently viewing لوحة العذراء التي تحلّ العُقَد

لوحة “مريم التي تحلّ العقد” نرى العذراء مكلّلة بإثني عشر كوكباً، على عدد الرسل. وتلبس رداء أزرق تُلاعبه الريح. فهو يمثّل رداء المجد لملكة السماوات، هي التي عاشت في الارض من الحبّ، كخادمة متواضعة فقيرة ومتجردة من كل شيء.

تدوس مريم تحت رِجلَيها رأس “الحية” رمز قوّات الشر، لأن مريم ليست فقط ملكة السماء والقديسين، بل هي تحطم أيضا” الجحيم والشياطين: إنّها تصعقها بفضائلها. لذلك يُقال إنّها: “مرهوبة كجيش مستعدّ للقِتال” (نشيد الاناشيد 10/6).

في اللوحة، تظهر مريم معلّقة بين السماء والارض، فائضةً بالأنوار، يظهر الروح القدس وكأنّه يلفّ مريم وهي تفكّ عقد حياتنا. إنّ قدرة العليّ هي مصدر الأعجوبة! وَتَوَجُّه الروح هو الذي يتلاعَب بِرِدائِها.

تأخذ مريم شريط حياتنا بيديها الشَفوقَتين وتفكّ منها العقد، الواحدة تلو الاخرى. يا للحنان والإنتباه اللَّذَين تعمل بهما، وهي تصغي إلى طلباتنا. وتتحوّل الشريطة الى ربطة جديدة، محررة  من كل العقد التي تعوقها. نفهم عندئذ قدرة التحرّر في يديّ “مريم التي تحلّ العقد”.

نلاحظ أنَّ جوقاً من الملائكة يُحيطُ بالعذراء الكليّة القداسة. هذه الكائنات التي هي حبّ ونور وكواكب منيرة في ليالينا، تَهرَع لمساعدة ملكتها التي لا مثيلَ لها، وهم يعترفون بها كذلك، ويخدمونها ويطيعونها. وأيضاً هم حاضرون لنا، لانهم تَسَلَّموا من الله مهمّة حِفظِنا من الشر، نحن الضعفاء والمُعدَمين.

ينفصل ملاكان من هذا البلاط السماوي، فيمسك الأول شريطة هي شريطة حياتنا المرتبكة بكثرة العقد من كل قياس: عقد سهلة الحلّ أو مُحْكَمَة الرّبط، مُجتَمِعة او مُتباعِدة، وكلّها نتيجة للخطيئة في كل مجالات الحياة: العاطفية والعائلية والوظيفية والاجتماعية. والملاك الثاني ينظر نحونا كأنه يشجّعنا ويرينا ما تستطيع مريم أن تعمله بشفاعتِها.

اترك تعليقاً