نظمت جامعة العائلة المقدسة – البترون، بالتعاون مع نقابة المعالجين الفيزيائيين مؤتمرا علميا بعنوان “التطورات الحديثة في إعادة التأهيل العصبي والعلاجات الذكية” شارك فيه نخبة من الأطباء والاختصاصيين من لبنان والخارج، في حضور رئيسة الجامعة الأخت الدكتورة هيلدا شلالا، عميدة كلية الصحة الدكتورة مهى نعمه، رؤساء الاقسام والأساتذة، عدد كبير من الطلاب والمعالجين الفيزيائيين والمهتمين بالشأن الصحي.
تخلل المؤتمر توقيع بروتوكول تعاون بين الجامعة بشخص رئيستها الأخت شلالا والقائد السابق لمنتخب لبنان في كرة السلة ولاعب ورئيس نادي الحكمة سابقا إيلي مشنتف لتأسيس فريق من طلاب الجامعة وتنظيم مباريات في كرة السلة.
وبعد توقيع البروتوكول، توجهت رئيسة الجامعة بكلمة شكر إلى جميع الحاضرين والمشاركين في تنظيم المؤتمر، مؤكدة أهمية المحاور التي تتناولها جلساته. وقالت: ” نجتمع اليوم حول موضوع بالغ الأهمية هو الصحة الجسدية، ولا يخفى على أحد أن “العقل السليم في الجسم السليم”. من هنا أهمية الرياضة، التي ليست نشاطا ترفيهيا فحسب، بل هي وسيلة فعالة لتعزيز القدرات الذهنية وتحسين الأداء وتزكية الأخلاق. كما تعد من أبرز الركائز التي تدعم الصحة النفسية والجسدية معا. تسهم الرياضة في ترسيخ القيم الاجتماعية الراقية كالعمل الجماعي والانضباط والتعاون والاحترام، وتساعد على بناء شخصية قوية قادرة على المثابرة وتحمل المسؤولية. وهذا ما نطمح إلى ترسيخه لدى طلابنا. ومن هذا المنطلق، نعلن اليوم عن تعاون مميز بين الجامعة وأسطورة كرة السلة، المدرب إيلي مشنتف، بهدف تأسيس فريق رياضي من طلاب الجامعة قادر على المنافسة في بطولات كرة السلة الجامعية على مستوى لبنان.”
ختم: “إن التعاون بين الجامعات يجب أن يشمل مختلف المجالات، ومنها المجال الرياضي الذي يشكل مساحة تواصل راقية تجمع الشباب حول روح التنافس الإيجابي. ويسعدنا أن نستثمر هذا الحدث للإعلان عن تنظيم مهرجان رياضي جامعي في لعبة كرة السلة خلال العام المقبل، على أمل تعزيز النشاط الرياضي وترسيخ حضوره في جامعتنا في السنوات المقبلة.”
وألقى مشنتف كلمة قال فيها: “يشرفني أن أكون جزءا من هذه الخطوة الرائدة، وأتوجه بالشكر إلى رئيسة الجامعة على دعمها وثقتها. فالرياضة في الجامعات ليست نشاطا ثانويا، بل هي عنصر أساسي في بناء شخصية الطالب وإكمال مسيرته الأكاديمية والإنسانية. ومن واجبنا جميعا أن نعمل على تعزيز هذا القطاع وتطويره عبر مبادرات مبتكرة وخطط مدروسة تتيح تقديم أفضل دعم للطلاب الرياضيين وتمكينهم من تحقيق طموحاتهم.”
أضاف: “إن طموحنا كبير، وما نقوم به اليوم هو وضع الأسس الأولى لتأسيس فريق رياضي قادر على المنافسة في البطولات الجامعية. سنولي اهتماما خاصا بالجيل الجديد من الشباب والشابات، ونسعى إلى تشجيعهم على ممارسة الرياضة والمشاركة الفاعلة فيها. وسيكون مركزنا الرئيسي في هذه الجامعة، على أمل أن تكون مسيرتنا طويلة ومثمرة وناجحة بما يخدم طلابنا ومستقبلهم. وكما كان هدفنا الدائم تحقيق التقدم والتميز، فإننا نفتح اليوم صفحة جديدة في تاريخ الرياضة في البترون والشمال”.
قدمت المؤتمر الدكتور ماغالي عبود. وتوزعت أعماله على 3 جلسات، استهلت بكلمة للدكتورة بارت بطرس، رئيسة برنامج دكتور في العلاج الفيزيائي. ثم تلتها كلمة لضيفة الشرف، نقيبة المعالجين الفيزيائيين في لبنان الدكتورة سيدة صهيون، التي عبرت في مستهلها عن تقديرها لرئيسة الجامعة وعمداء الجامعة ورؤساء الاقسام وكل من ساهم في تنظيم المؤتمر.
وقالت: “إن مشاركتنا اليوم في هذا المؤتمر تأتي تأكيدا متجددا لإيماننا العميق بالدور المحوري للتحصيل العلمي في تطوير مهنتنا، وتعزيز مكانتها. كما تأكيد أهمية التواصل والتنسيق بين النقابة والجامعات، وبين الأكاديميين والمهنيين، من أجل مزج النظرية بالتطبيق، والمعرفة الأكاديمية بالممارسة العملية، بما يخدم رسالة المهنة وأخلاقياتها. إن نقابة المعالجين الفيزيائيين في لبنان، ليست مجرد هيئة إدارية تدير الشؤون النقابية، بل تعتمد في رؤيتها على ركائز أساسية وثابتة، هي: التعلم المستدام، البحث العلمي، الالتزام بممارسة مهنية وأخلاقية وتقديم خدمة صحية ذات جودة عالية وانسانية. فمستقبل المهنة لا يبنى فقط في القاعات الدراسية والمختبرات، بل يرسخ في العيادات والمستشفيات. من هنا، تحرص النقابة على أن تكون شريكا فاعلا في دعم البرامج الأكاديمية، وتشجيع المبادرات البحثية، ومواكبة التطورات العالمية في مجال العلاج الفيزيائي.”
تابعت: “أؤكد هنا أن لا تساهل في التزام الواجبات، وتطبيق القوانين والقرارات الصادرة عن مجلس النقابة. فهذه القوانين ليست تقييدا للحريات، بل حماية للمعالج والمريض، وصون لكرامة المهنة ورفعة شأنها “.
ختمت بكلمة إلى طلاب العلاج الفيزيائي بالقول: “أنتم الامتداد الطبيعي لنا، نحن من سبقكم في هذه المسيرة. كونوا شغوفين بالمعرفة. تعلموا، ابحثوا، طوروا أنفسكم. احرصوا على أن ترتقوا إلى أعلى المستويات في التحصيل العلمي، وعلى أن يكون علمكم مقرونا بالضمير الحي والمسؤولية الأخلاقية. معا نبني مهنة تليق بطموحاتنا، وتخدم مجتمعنا بأفضل ما يمكن”.
بعد ذلك، بدأت الجلسة الأولى بعنوان “مسيرة وآفاق مرض باركنسون: من السرد إلى الأساليب المبتكرة في إعادة التأهيل”
أدارتها الدكتورة رولا التوت وفي المحور الأول تحدث الدكتور كمال كلاب عن “قصة مرض الباركنسون” . وفي المحور الثاني تحدثت عن بعد الدكتورة لوسيل جيلي عن “واقع إعادة التأهيل في مرض الباركنسون” واختتمت الجلسة الأولى بنقاش وحوار مع الحضور.
ثم كانت استراحة قصيرة، قُطع خلالها قالب حلوى احتفاء بإطلاق الحدث الرياضي المميز.
بعدها عقدت الجلسة الثانية بعنوان: “الاضطرابات العصبية: العلاجات المتقدمة والأنظمة الذكية لإعادة التأهيل”، أدارتها الدكتورة باتشينا صباغ. وتمحورت الجلسة حول “التصلب اللويحي: أحدث التطورات العلاجية” الذي تحدث عنه الدكتور عبد الله الرحباني.
المحور الثاني، بعنوان “تقييم الثبات لدى المريض المصاب بشلل نصفي” مع الدكتورة سيلين بونيو التي شاركت من بعد.
وتناولت السيدة ميرا سنكري “SenseMotion: إطار تحليلي متعدد الحواس قائم على الذكاء الاصطناعي لدراسة حركة اليد”. وقدم الدكتور علاء ضاهر مداخلة تضمنت عرضا بعنوان “تصميم وتطوير أنظمة ذكية لاضطرابات التأهيل العصبي” لتليها جلسة نقاش تفاعلية، فاستراحة غداء.
أما الجلسة الثالثة، فعقدت بعنوان “التطورات الجراحية والتكنولوجية في خدمة المرضى العصبيين”، بإدارة الدكتور روجيه زياده، وتركزت على 5 محاور.
في المحور الأول، قدم الدكتور مروان بارود عرضا حول “الابتكارات التكنولوجية في جراحة الأعصاب”، بينما تناول الدكتور إيلي قويق في المحور الثاني موضوع “الإدراك وأهمية التوجيهات لدى المرضى العصبيين”.
أما المحور الثالث، فكان بعنوان “تدخلات فعالة للأطفال المصابين بالشلل الدماغي” مع الدكتورة نهلا معوض.
وفي المحور الرابع، المعنون “التكنولوجيا المساعدة والإدارة الوضعية على مدار الساعة لمرضى الاضطرابات العصبية” ، قدمت الدكتورة ماري أبو صعب مداخلتها.
أما المحور الأخير من الجلسة الثالثة، فتناول فيها الدكتور محمد طبوش موضوع “الواجهات الدماغية-الحاسوبية في إعادة التأهيل العصبي: مراجعة للفعالية والسلامة والاستراتيجيات المتعددة للتعافي بعد السكتة الدماغية”.
اختتم المؤتمر بجلسة نقاش وتقديم التوصيات التي قدمتها الدكتورة بارت بطرس.