أيها المسيح المعمَّد، افهم أوّلاً أنّ كلًّا من الخوري الأبرشي والراهب الديري يمكن أن يصلا إلى درجة الكهنوت، لكن مسيرتهما وحياتهما تختلف بحسب الدعوة التي اختارها كل منهما.
1. من ناحية النذور والالتزام:
– الراهب ينذر العفّة والفقر والطاعة بشكل علني ورسمي أمام الكنيسة والرهبنة.
– الخوري الأبرشي لا ينذر هذه النذور بطريقة رهبانية رسمية، سواء كان متزوّجًا أو أعزبًا.
– إن كان الخوري أعزبًا، يعيش العفّة أمام الله، لكن دون نذر رهباني رسمي.
2. من ناحية المعيل والمسؤوليات المعيشية:
– الراهب تؤمّن له رهبنته السكن، الطعام، العلاج، والاحتياجات اليومية.
– الخوري الأبرشي يعتمد على عمله وخدمته، فإن عمل يأكل، وإن لم يعمل لا مصدر له إلا ما تؤمّنه الأبرشية إن وُجد.
– في بعض الحالات، تؤمّن الرعية والابرشية تأمينًا صحيًا بسيطًا (أسيرانس) للكاهن الأبرشي غير المتزوّج.
3. إذا كان الخوري متزوّجًا:
– يُعيل عائلته من عطايا الرعية وأتعابه، وهو مسؤول عن تعليم أولاده ومدارسهم ومعيشتهم.
– لا تتحمّل الأبرشية أو الكنيسة نفقات عائلته إلا إذا كانت الظروف الرعوية داعمة والغنى متوفّر.
4. من ناحية الضمان الاجتماعي والطبابة:
– الراهب إذا مرض تتكفّله الرهبنة بالكامل.
– الخوري الأبرشي إذا لم يكن له عمل أو دخل ثابت فقد يعاني في الطبابة ما لم توفّر له المطرانية والرعية تأمينًا صحيًا.
5. من ناحية الدراسة والمناصب:
– الرهبانيات تمتلك غالبًا جامعات، أراضي، ومدارس، ما يتيح للراهب فرصًا لخدمة رسالية أو إدارية أكبر.
– الخوري الأبرشي، حتى وإن كان عالمًا وذا خبرة، قد لا يجد منصبًا خدميًا كبيرًا بسبب محدودية إمكانيات الأبرشية، إلا إذا كانت الأبرشية غنيّة فتوظّف كهنتها.
6. من ناحية الحياة الشخصية والممتلكات:
– الراهب لا يمتلك باسمه الخاص، لأنّ كل شيء يعود للرهبنة.
– الخوري الأبرشي، إن أراد اقتناء سيارة أو شراء منزل، فهو يفعل ذلك من ماله الشخصي وعمله.
الخلاصة:
من الضروري التمييز بين حياة الخوري الأبرشي والراهب الديري، لأن الدعوتين مختلفتان في أسلوب العيش، المسؤولية، النذور، والدعم المادي. وكلٌّ منهما يخدم الكنيسة من موقعه، بحسب ما دعاه الرب إليه.
نقلا عن موقع pretres pretres
