يقول “نيتشه”:
«الزواج هو محادثة طويلة. فعند الدخول في زواج، ينبغي أن تسأل نفسك: هل تعتقد أنك ستكون قادرًا على إجراء محادثات جيدة مع هذه المرأة حتى الشيخوخة؟ كل ما عدا ذلك في الزواج عابر، لكن معظم الوقت فيه يُقضى في الحوار.»
المعنى هنا شديد العمق والوضوح؛ فنيتشه يذكّرنا بأن الزواج لا يقوم فقط على الجاذبية أو المصالح أو حتى العاطفة العابرة، بل على القدرة المستمرة على الكلام. فالمظهر يذبل، والظروف تتغير، لكن ما يبقى هو الحوار اليومي الذي يربط بين روحين.
علم النفس المعاصر يؤكد هذا المعنى أيضًا؛ إذ تُعد جودة التواصل بين الشريكين من أهم عوامل الاستقرار والسعادة الزوجية. إن القدرة على تبادل الحديث بصدق وود، هي التي تجعل العلاقة قادرة على الصمود أمام الملل وتقلبات الزمن.
الزواج، إذن، ليس مجرد عقد اجتماعي أو مشاعر لحظة، بل هو حوار طويل، يستمر ما دام هناك من يعرف كيف يصغي ويُجيب.