في سنة 1935،ظهرت للقديسة فوستينـا
رؤيـا بأن رأت ملاكا مُرسل من الله جاء لخراب إحدى المدن، فبدأت القديسة الصلاة طالبة الرحمة من الله،
و لكن بدا و كأن صلواتهـا بلا فاعلية،
و فجأة أحست بقوة إلهية عجيبة قد سرت في داخلها،
و بدأت تصلّي بتضرع طالبة الرحمة،
و بصلوات جاءت على لسانها لم تألفها من قبل
و كأن صوتاً بداخلها يُمليها عليها فجاءت كالآتي:
“أيهـا الآب الأزلي، إني أقدم لك جسد و دم،
و نفس و لاهوت إبنك الحبيب ربنا يسوع المسيح
تعويضًا عن خطايانا و خطايا العالم كلّه،
و إرحمنـا بإستحقاقات آلامه الموجعة. آمين”.
و بينما كانت هي مستمرة في تلاوة تلك الصلاة العجيبـة
بدا و كأن ملاك الموت هذا قد أصبح بلا قوة و لا يستطيع تنفيذ أمر العقاب المستحق على تلك المدينة.
و في اليوم التالي و عند دخول القديسة للكنيسة
لتلاوت صلواتها اليومية، سمعت نفس الصوت الداخلي
يأمرها بترديد تلك الصلاة العجيبة،
و التي أطلق عليهـا السيد المسيح فيما بعد “المسبحة”،
و لكن في هذه المرّة أضيف عليها : “و إرحم العالم كلّه”.
و بدأت القديسة فوستينا في تلاوت صلاة المسبحة
هذه يومياً و خاصة لمن هم على وشك الموت.
و في إحدى ظهورات السيد المسيح للقديسة،
أعلن لها صراحة أن صلاة المسبحة هذه ليست لهـا فقط،
بل للعالم كله، ووعد بأن من يتلوها و هو على ثقة كاملة برحمة الله، فسوف يحصل على رحمة عظيمة،
و نِعـمْ إلهية كثيرة و خاصة عند الممات.
و إذا ما تلاها حتى أقسى الخطأة فسوف ينال الرحمة
و مغفرة خطاياه لأن مشيئة الله هي منح ما لايمكن وصفه من نِعمْ لكل من يلتجئ بكل ثقة في رحمته تعالى.
و تُـتلى صلاة المسبحة هذه و التي يُطلق عليها
“مسبحة الرحمة الإلهية” بإستخدام مسبحة تشابه
المسبحة الوردية و يمكن تلاوتها عقب التناول المقدس،
كصلاة شكر و يمكن تلاوتها في أي وقت،
و لكن السيد المسيح قد طلب من القديسة فوستينا
أن يتم تلاوتها خلال التسعة أيام التي تسبق
عيد الرحمة الإلهية، و الواقع في الأحد التالي لعيد القيامة.
و هناك من يُحبذ تلاوتها في الساعة الثالثة من بعد الظهر
كل يوم كتذكار للوقت الذي مات فيه السيد المسيح
على الصليب، و تبدأ مسبحة الرحمة الإلهية بالصلاة الربيّة،
ثم السلام الملائكي، ثم قانون الإيمان،
و على الحبّات الكبيرة تتلى الصلاة التالية:
“أيها الآب الأزلي، أقدم لك جسد و دم،
و ناسوت و لاهوت إبنك الحبيب ربنا يسوع المسيح
تعويضاًً عن خطايانا و خطايا العالم كله”.
و على الحبّات العشر الصغيرة في كل بيت تتلى الصلاة التالية
“بحق جروحات و آلام يسوع الموجعة،
إرحمنا و إرحم العالم كلّه”.
و فى النهاية ردد الصلاة التالية ثلاث مرّات:
“يـا الله الكلي القداسة، الكليّ القدرة،
الكليّ الرحمة و الرأفـة إرحمنا و إرحم العالم أجمع. آمين”.
Share via:
0
Shares