إحتفل مزار سيدة لبنان حريصا بنهاية الشهر المريمي حيث غصت الجموع للمشاركة في هذا اليوم، وحضر آلاف المؤمنين من كل لبنان للمشاركة والصلاة من اجل وطن “يرزح تحت كابوس التفرقة بعد الانهيار الاقتصادي والاجتماعي” الذي الم بالسكان وحمل الشباب منهم على الهجرة بحثا عن لقمة العيش والحياة الكريمة.
بدأ الاحتفال بموكب مؤلف من أكثر من 50 خادما للمذبح يليهم آباء المزار، تتبعهم مسبحة بشرية مؤلفة من 80 شابا وشابة أتوا للصلاة والتضرع ونيل البركة، وامتدت هذه المسبحة البشرية على طول الساحة الخارجية من المزار.
إفتتح الأب الرئيس فادي تابت الصلاة بتلاوة أسرار المجد التي توالى على صلاتها أشخاص من جنسيات مختلفة رددوا بعشر لغات السلام الذي حمله الملاك إلى مريم، وهذا الاختلاف يرمز إلى ما تم إعلانه في البشارة: “ها هي الاجيال كلها تطوبها وتعطيها السلام”، عبرها صلاة المسبحة.
ثم قدمت فرق موسيقية من عيناتا وقرطبا وغوسطا والمتين وجعيتا، حملت كل منها تراث منطقتها لتقدمه هدية من أبناء المنطقة إلى مريم، فكان الرقص بالسيف والترس من عيناتا والموسيقى الراقية من باقي الفرق الذين ملأو الساحة الأناشيد المريمية، والعلم اللبناني يعلو في الساحة فرحا على نغمات العازفين.
وبعد مرور الجوقات الخمس، كانت المفاجأة بوصول طوافة الجيش لتنثر الورود على تمثال مريم العذراء سيدة لبنان وعلى المؤمنين الحاضرين والمشاركين في الصلاة.
في نهاية الصلاة، تطواف لتمثال سيدة لبنان صممه الفنان طوني عواد خصيصا للمناسبة محمولا على أكتاف 150 شابا وشابة من “كاريتاس لبنان”، تقدموا إلى أمام المذبح على أنغام موسيقى من تأليف بيار مطر. عند وصول الموكب رفعت الأيدي المفتوحة طالبة السلام من سيدة السلام لوطن الارز الجريح، وبعدها ترنيمة “يا ام الله يا حنونة يا كنز الرحمة والمعونة”، التي تحمل في لحنها وكلماتها “تاريخ آباء سبقونا وتراث أجداد طحنوا الصخر وبنوا الكنائس على اسم مريم، ففي كل قرية وحي وبيت إسم مريم، وفي طلبة كل أم يتردد إسم العذراء مريم”.
واختتم اليوم المريمي المميز، بقداس مساء إحتفل به الأب تابت وعاونه فيه آباء المزار، في حضور حشد من المؤمنين.
Share via: