من الإهانة إلى التوبة: قصة القسّ فون هيلدر وأيقونة العذراء

You are currently viewing من الإهانة إلى التوبة: قصة القسّ فون هيلدر وأيقونة العذراء

يروي السيّد فؤاد أنيس الخوري، السفير اللبناني السابق لدى البرازيل، واقعة مؤثرة تجلّت فيها عناية السماء وعدالة الرحمة الإلهية. ففي إحدى العظات التي بثّتها القنوات الفضائية، أطلق القسّ فون هيلدر سهام انتقاده الحادّة ضد الأيقونات المقدّسة، وتحديدًا تلك التي تُكرَّم في الكنائس الكاثوليكية والأرثوذكسية، معتبرًا إياها نوعًا من الوثنية.

بلغت ذروة التجديف حين قام بركل أيقونة العذراء مريم – شفيعة البرازيل المعروفة باسم أباريسيدا – برجله اليمنى، وقد صُوِّرت العذراء فيها ببشرة سوداء، رمزًا للأم الحنون التي تحتضن أبناءها على اختلاف أجناسهم وأعراقهم. هذا الفعل أثار موجة غضبٍ عارمة في الأوساط الدينية والشعبية، واستنكارًا واسعًا في المجتمع البرازيلي المعروف بتعلّقه العميق بالعذراء مريم.

لكن سرعان ما بدأت أحداث غير متوقّعة تتوالى. فقد شعر القسّ بألم شديد ومفاجئ في ساقه اليمنى، ما اضطره إلى السفر إلى الولايات المتحدة لتلقّي العلاج. وهناك، وفي أثناء إقامته في المستشفى، كانت تزوره كلّ ليلة ممرّضة سوداء البشرة، هادئة وحنونة، تعتني به وتواسيه بلطف عجيب. وبفضل رعايتها المستمرّة، استعاد عافيته تدريجيًا.

وقبل مغادرته، أقام حفل شكرٍ للعاملين في المستشفى، غير أن الممرّضة الحنونة غابت عن المناسبة. فسأل عنها باستغراب، لكن المدير أجابه بدهشة بالغة أن لا وجود لممرّضة سوداء في الكادر التمريضي، ولا يُسمح لأي ممرّضة بزيارة المرضى ليلاً في غرفهم!

هنا فقط، تذكّر القس وجه تلك المرأة – هو ذاته وجه العذراء الذي رفسه برجله – فانهار باكيًا مدركًا عِظم خطيئته. عاد إلى البرازيل في اليوم التالي، واعترف علنًا بخطئه الكبير، وطلب المغفرة من الله وأمام الشعب. ومنذ ذلك الحين، كرس حياته لنشر قصّته، داعيًا إلى التوبة، ومكرّسًا رسالته في تمجيد العذراء مريم، داعيًا الناس إلى الإقتداء بفضائلها والتشفّع بها.

اترك تعليقاً