من تحت الدلفة لتحت المزراب: مثل لبناني جذوره عميقة

You are currently viewing من تحت الدلفة لتحت المزراب: مثل لبناني جذوره عميقة

من الأمثال الشعبية المتداولة بكثرة في لبنان: “انتقلنا من تحت الدلفة لتحت المزراب”، ويُستخدم للدلالة على الانتقال من وضع سيئ إلى ما هو أسوأ. لكن خلف هذا المثل اليومي المألوف، تكمن جذور لغوية وسياقية عميقة.

  • “الدَلفة”: في العامية اللبنانية تعني تسرّب المياه من السقف، ويقال “السقف عم يدلف مي”، أي أن الماء يقطر نقطة نقطة من أعلاه. الكلمة مأخوذة من الجذر السرياني ܕܠܶܦ (dléf)، الذي يعني: “نزل نقطة نقطة” أو “قطر”.

  • “المزراب”: هو الأنبوب أو المجرى الصغير المثبّت على أطراف السطح لتصريف مياه الأمطار. وغالبًا ما يكون ضيقًا ومباشرًا في انحداره. في اللهجة اللبنانية، نربط “المزراب” بـ”الزاروب” أو “الزاروبة”، أي الطريق الضيقة. أما بالسريانية، فيُطلق على المزراب اسم ܡܰܪܰܙܝܳܐ (مَرَّزيوا).

أما الفعل “دَلَف” في السريانية فهو ܕܠܘܦܐ (دَلوپي)، ويعني تسرب أو نضوح الماء من شقوق السقف أو الحيطان.

إذاً، المثل “من تحت الدلفة لتحت المزراب” يصوّر بشكل حيّ الانتقال من وضع يُعتقد أنه سيئ (تحت نقطة المطر المتساقطة من السقف)، إلى ما هو أسوأ (تحت مجرى المياه القوي والضيق)، وهو تعبير مجازي عن خيبة الأمل أو سوء الحظ المتكرر.

اترك تعليقاً