من لا يبكي على غزة ومحنتها والكارثة التي حلت فيها ليس لديه قلب فغزة ومحنتها فتحت عيون وقلوب الكثيرين في هذا العالم على الحقيقة التي يجب ان يعرفها العالم كله .
وما يعيشه أهلنا في غزة اليوم انما يدل على صبرهم وثباتهم وصمودهم بالرغم من كل الالام والاحزان التي يعيشونها في كل دقيقة من حياتهم .
ان اكثر مقولة تستفزني هي ما يدعيه البعض بأن الصراع في الأرض المقدسة هو صراع ديني في حين ان الصراع في ارضنا المباركة والمقدسة هو ليس صراعا دينيا بل صراع ما بين الحق والباطل.
فالذين يقفون الى جانب الحق هم من كل الأديان والاعراق والذين يقفون الى جانب الباطل هم أيضا من كافة الأديان والاعراق ولذلك لا يجوز ان ينظر الى الصراع على انه صراع ديني لان الأديان لا تتصارع بل تتفاعل فيما بينها خدمة للإنسانية، أما المتصارعون فهم أولئك الذين يلبسون ثوب الدين ويفسرون الدين كما يحلو لهم خدمة لمصالحهم واجنداتهم ومشاريعهم.
نستقبل الوفود الاتية من مختلف ارجاء العالم وبشكل يومي وهذه الوفود تضم أشخاصا من المسيحيين والمسلمين واليهود الذين وحدتهم عدالة القضية الفلسطينية واليوم في عالمنا هنالك اتساع في رقعة الوعي والوعي تتسع رقعته يوما بعد يوم حيث ان هنالك شرائح كبيرة من الاكاديميين والمثقفين والمبدعين والإعلاميين ومن كل الأديان الذين يقولون بفم واحد وقلت واحد الحرية لفلسطين وشعبها المظلوم .
غزة وجراحها وحدت الكثيرين في هذا العالم في المناداة برفع الظلم عن شعبنا ورقعة الوعي تتسع يوما بعد يوم.
لقد دفع شعبنا ثمنا باهظا وما زال ولكن في المقابل نلحظ ان الوعي تجاه القضية الفلسطينية بات ظاهرة منتشرة في سائر اصقاع العالم.
ان الكتاب المقدس يدعو الى ان نعيش الفرح مع الفرحين والالم مع المتألمين ومن منطلق هذه الرسالة الانجيلية وجب على كل المسيحيين في العالم ووجب على كل انسان حر في هذا العالم ان يكون مع الفلسطينيين في آلامهم واحزانهم ومعاناتهم حتى تتحقق تطلعاتهم المشروعة في ان يعيشوا أحرارا في بلدهم مثل باقي شعوب العالم .
نحن أوفياء لكل انسان حر في هذا العالم وما اكثر الاحرار الذين يقولون كلمة الحق امام قيادات ورئاسات متواطئة ومتآمرة على شعبنا ولكن الأنظمة في الغرب هي أنظمة ديمقراطية والتغيير الحاصل في الرأي العام العالمي قد يؤدي في وقت من الأوقات الى تغيير في السياسات الرسمية لهذه الدول.
المطران عطا الله حنا
رئيس أساقفة سبسطية للروم الأرثوذكس
القدس 3/12/2025
