انطلقت فعاليات مهرجانات “سيدة الغسالة العجائبية”، لمناسبة عيد انتقال السيدة العذراء، مساء أمس، في بلدة القبيات، بدعم من مؤسسة “إنسان”، وبالتعاون بين رعية كنيسة سيدة الغسالة وبلدية القبيات والجمعيات الكشفية، وتستمر حتى السبت المقبل.
حضر افتتاحية المهرجان، الذي أعاد إحياء شعار “عيش لبنان”، رئيس أساقفة أبرشية طرابلس المارونية المطران يوسف سويف على رأس وفد من كهنة الرعايا، إلى جانب عقيلة النائب جيمي جبور دانيلا زيتوني، النائب السابق هادي حبيش وعقيلته سينتيا قرقفي، رئيس اتحاد بلديات عكار الشمالي رئيس بلدية القبيات رئيس مؤسسة “إنسان” ميشال عبدو، رئيس رابطة كاريتاس لبنان الأب ميشال عبود، وعدد من رؤساء بلديات الدريب الشمالي، وشخصيات أمنية ودينية وإعلامية، وهيئات اجتماعية وكشفية.
بعد النشيد الوطني وعرض فيلم وثائقي سياحي عن بلدة القبيات، ألقى المطران سويف كلمة قال فيها: “لا معنى لتحدياتنا، إلا من خلال بناء السلام والحب والرجاء والمغفرة”.
وأشاد بـ”التعاون القائم بين المؤسسات الكنسية والبلدية والكشفية، الذي يعكس وحدة العيش بين الكنيسة والمسجد”، وقال: “نشكر الرب على هذا اللقاء الذي كان ثمرة جهود وتضامن كل المكونات الاجتماعية والكنسية، التي عملت بلحمة وتعاون، بعيدا من أي انقسام، لتشكل أيقونة مجيدة للكنيسة المنفتحة، الساعية إلى الفرح والمغفرة والسلام، لا سيما في عيد انتقال والدة الإله مريم الكلية القداسة إلى السماء”.
أضاف: “هذا التعاون هو النموذج الذي ينبغي أن يحتذى في لبنان بين المئذنة وقبة الجرس، حتى نحقق، بنعمة الله وجهود القيادات الوطنية، وطنا جديدا متجددا مزدهرا، خاليا من النعرات والأحقاد، تسوده الطمأنينة والسلام والاستقرار، ويكون وطنا نهائيا لجميع أبنائه”.
وحيا عبدو المؤسسة العسكرية، معزيا بشهداء الجيش، ومتمنيا الشفاء العاجل للجرحى، وقال: “الجيش هو عمود البلد، ولولاه لما كنا هنا اليوم”.
واشار إلى أن “شبابا من الجيش والدفاع المدني والمتطوعين يعملون في جرود القبيات على إخماد الحرائق”، وقال: “إنهم يطفئون النيران بجهودهم وتضحياتهم الجسيمة”.
أضاف: “للسنة الخامسة على التوالي، نحتفل سويا بهذا العمل الذي يجمع رعية سيدة الغسالة ومؤسسة إنسان والأفواج الكشفية، والفرحة اليوم أكبر بوجودكم جميعا معنا، ففي كل عام، يصبح المهرجان أجمل وأغنى. واليوم، نحن نعمل، بالتعاون بين بلدية القبيات ومؤسسة إنسان، على إبراز القبيات وعكار كوجهة سياحية ريفية على مدار العام، في إطار خطة شاملة للسنوات المقبلة”.
وشكر “جهود قوى الأمن والجيش والصليب الأحمر والدفاع المدني والإعلاميين وفريق العمل الذي يقف وراء نجاح المهرجانات عاما بعد آخر”.
وقدم عبدو إلى سويف لوحة عليها صورة لكنيسة سيدة الغسالة.
واختتمت الأمسية بسهرة فنية أحياها الفرسان الأربعة وبتوجيه تحية إلى الراحل الكبير زياد الرحباني عبر أغنية “سألوني الناس” للسيدة فيروز، تلتها تراتيل دينية وأغان وطنية وحماسية، تفاعل معها الحضور بالرقص والتصفيق، فيما ارتفعت الأعلام اللبنانية في أجواء احتفالية امتدت حتى ما بعد منتصف الليل. وفي محيط كنيسة سيدة الغسالة، غصت الساحات بالزوار، الذين تذوقوا أشهى المأكولات التي عرضها أصحاب المطاعم في الأكشاك. كما أقيمت معارض حرفية وفنية، وأجنحة للأطباق التراثية ضمن السوق الشعبية، فيما أضاءت سماء القبيات الألعاب النارية ابتهاجا”.