د. أحمد سعد الخيري –
“صوتُ الجبلِ الذي غنّى للعالم”
ميس حرب ليست مجرّد صوتٍ يُصدح، بل هي قصيدةٌ مُتجوّلة بين قمم جبل العرب وسُهول الإبداع الإنساني. تُمسك بمِحوَر الزمن لتُحوّل التّراث إلى نبضٍ معاصر، وكأنّها تَحفر في ذاكرة الجبل لِتُخرج منها ماءً موسيقياً يَرتوِي بهِ العالم.
في فنّها، تُلامسُ روحَ الإنسانيّة:
– حين تُغنّي، تتحوّل الكلمات إلى أجنحةٍ. تُحيي قصائدَ الشيخ ابن عربي بِلُغة الحبّ الكوني، وتَصنعُ من أغاني الثورة السوريّة مرثيةً للحرية دون أن تفقد الأمل إيقاعاً.
– صوتها كالعاصفةِ الهادئة: قادرٌ على تحطيم جدران الصمت، وبناء قِبابٍ من الأمل. في ألحانها، تَسمعُ هَمسَ الأمهات في قرى السويداء، وصَليلَ سُيوف الأجداد، وصَرخةَ الشباب الباحث عن غدٍ أفضل.
هي جسرٌ بين الماضي والحاضر:
– تَخلط ميس بين العود الإلكتروني وآلات التّراث، وكأنّها تَحيكُ سجّاداً صوتياً تَعبُر عليه من قرى السويداء إلى مسارح أوروبا.
– في ألبومها “حديث الجبل”، حوّلتْ حكايات الفلاحين إلى سيمفونيات، وأثبتت أنّ التّراث ليس حبيس المتاحف، بل هو وَشمٌ حيٌ على جسد الحداثة.
ميس حرب: إرثٌ من التّحدي:
– كامرأةٍ من مجتمعٍ محافظ، اخترقتْ قيودَ التّقاليد بفنّها، وحملتْ راية الثقافة السوريّة في زمنِ الحرب، لتُذكّر العالم أنّ سوريا ليست دماراً، بل هي تاريخٌ من الإبداع.
– تُشبه أغانيها شجرة أرزٍ في عاصفة: جذورها في أرض جبل العرب، وأغصانها تلامسُ سَماءً لا تحمل حدوداً.
أخيرا:
رحلةٌ فنّيةٌ نحو العالمية:
– البدايات: بدأت مشوارها بغناء التّراث السوري، مُركّزةً على القصائد الصوفيّة والأغاني الثوريّة، ممّا لفتَ الأنظار لقُدرتها على الجمع بين العمق الشّعري وقوّة الأداء.
– التميُّز: اشتُهرتْ بصوتٍ قويٍّ يُحاكي “الشدّو” الجبلي (أسلوب غنائي يُعبّر عن الشجن والقوّة معاً)، مع إدخال تقنياتٍ معاصرةٍ على الألحان التقليدية.
– العالمية: شاركت في مهرجاناتٍ دوليةٍ في أوروبا والعالم العربي، مثل مهرجان “أغنية البحر الأبيض” في اليونان، ومهرجان “جرش” في الأردن، وأحيَت حفلاتٍ في باريس ولندن، حيث نُقلتْ ألحان جبل العرب إلى عالميةٍ مُدهشة.