نتمسك بمسيحيتنا وننادي بها بعيدا عن ثقافة التقوقع والانعزال فالمسيحية ليست تقوقعا او انعزالا بل هي حضور فاعل في هذا المجتمع ولا يجوز للمسيحيين في هذه الديار وان اصبحوا قلة في عددهم ان ينعزلوا عن محيطهم الإنساني والوطني.
نعرف ان التحديات كثيرة وهنالك تعقيدات ومشاكل معيشية كبيرة ولكننا مطالبون الا نستسلم لليأس والإحباط وان ننظر دائما بعين الامل والرجاء والتفاؤل للمستقبل.
نحن مسيحيون ولسنا طائفيون نحترم كل انسان ونحب كل انسان حتى وان اختلف عنا في معتقده او دينه .
ما نرفضه انما هي مظاهر الكراهية والعنصرية والتطرف وهذه مظاهر تتنافى والقيم الإنسانية والروحية النبيلة التي يجب ان ننادي بها جميعا .
نحن في فلسطين يجب ان نكون ملحا وخميرة لهذه الأرض ولا يمكنك ان تكون كذلك اذا لم تكن مسيحيا حقيقيا وليس مسيحيا مزيفا فالمسيحية ليست شعارات بل هي فكر وسلوك ومبادئ واخلاق وانتماء وقيم ومن انتمى لمسيحيته احب شعبه واحب وطنه لان ايماننا لا يعلمنا فقط كيف يجب ان تكون العلاقة مع الخالق بل يعلمنا أيضا كيف يجب ان تكون العلاقة مع المخلوق واعني بذلك الانسان كل انسان حتى وان اختلف عنا في معتقده او دينه او لون بشرته فالبشر جميعا ينتمون الى اسرة بشرية واحدة خلقها الله.
المطران عطا الله حنا
رئيس أساقفة سبسطية للروم الأرثوذكس
