يشكّل النوم أحد الركائز الأساسية للصحة الجسدية والنفسية، إلا أنّ عدداً كبيراً من البالغين يواجهون صعوبات في الحصول على قسطٍ كافٍ من الراحة الليلية. وتشير بيانات طبية إلى أنّ واحداً من كل ثلاثة بالغين لا ينامون بالقدر الكافي، الأمر الذي يزيد من خطر الإصابة بالأمراض المزمنة مثل أمراض القلب والسكري والسكتات الدماغية والسمنة وأمراض الكلى، وفقاً لصحيفة إنديبندنت البريطانية.
ويوصي الأطباء بالحصول على سبع ساعات نوم على الأقل يومياً لضمان صحة أفضل وتحسين الذاكرة والتركيز. غير أنّ أنماط الحياة الحديثة، كالإفراط في استخدام الهواتف الذكية، والضغوط النفسية، والضوضاء، والضوء الاصطناعي، تعيق النوم العميق لدى كثيرين. وفي هذا السياق، قدّم عدد من أطباء النوم وخبراء الصحة مجموعة من النصائح غير التقليدية التي يمكن اعتمادها لتسهيل النوم بسرعة وتحسين جودته.
1. ارتداء الجوارب الصوفية
يرى الباحثون أنّ ارتداء الجوارب الصوفية يساعد على تسريع الدخول في مرحلة النوم. ويشرح ويليام وزدن، أستاذ في كلية “إمبريال كوليج” بلندن، أنّ الاستحمام بالماء الدافئ أو ارتداء الجوارب قبل النوم يخفض درجة حرارة الجسم الداخلية، ما يرسل إشارة إلى الدماغ بأنّ وقت النوم قد حان، ويعمل كـ”دواء طبيعي للنوم”.
2. محاولة البقاء مستيقظاً
على الرغم من غرابة الفكرة، فإنّ محاولة البقاء مستيقظاً قد تساعد على النوم بسرعة. وتُعرف هذه التقنية باسم “العلاج بالنية المتناقضة”، وتهدف إلى تقليل التوتر المرتبط بمحاولة إجبار النفس على النوم. وتوضح ديردري كونري، عالمة النفس المتخصصة في النوم بجامعة ميشيغن، أنّ “مجرد تحويل نيتك للبقاء مستيقظاً يجعل النوم يتسلل إليك من دون مقاومة”.
3. التخيل الذهني لمشهد طبيعي هادئ
ينصح خبراء النوم بتقنيات التصوّر الذهني، كتخيّل النفس نائماً في كوخ خشبي وسط الغابة أو في مخيم هادئ بعيد عن الضوضاء. ويوضح المدرب جيفري درمر أنّ هذا النوع من التخيل يساعد على تهدئة الجهاز العصبي وخفض ضغط الدم ومعدل ضربات القلب، وهو ما تؤكده دراسات جامعة كاليفورنيا التي تُبرز أثر الطبيعة المهدئ للجسم والعقل.
4. التصرّف كالأطفال
توصي راشيل ماري سالاس، أستاذة طب الأعصاب في جامعة “جونز هوبكنز”، باتّباع بعض سلوكيات الأطفال قبل النوم، مثل نفخ الفقاعات. وقد يبدو هذا السلوك بسيطاً أو طريفاً، لكنه في الواقع تمرين تنفسي فعّال يركّز الذهن، ويخفض معدّل ضربات القلب وضغط الدم، ويُساعد على الاسترخاء والتهيؤ للنوم.
5. البدء من جديد عند تأخّر النوم
إذا مرّت عشرون دقيقة دون أن يتمكّن الشخص من النوم، ينصح خبير النوم لويس بونافير، من كلية الطب بجامعة “جونز هوبكنز”، بالنهوض من السرير ومحاولة إعادة ضبط الحالة الذهنية. ويمكن في هذه الحالة الاستماع إلى موسيقى هادئة أو كتاب صوتي لبضع دقائق، لتجنّب ربط السرير بحالة الأرق، مما يسهّل العودة إلى النوم لاحقاً.
لا يقتصر تحسين النوم على الأدوية أو التدخلات الطبية، بل يمكن تحقيقه من خلال استراتيجيات بسيطة وطبيعية تساعد الجسم والعقل على الاسترخاء والاستجابة لإيقاعه البيولوجي الطبيعي. إنّ تبنّي هذه العادات اليومية قد يُحدث فرقاً كبيراً في جودة النوم والصحة العامة على المدى الطويل.