لم أعد أملك الصبر لبعض الأمور، لا من باب الغرور، بل لأنني بلغت مرحلة من حياتي لم أعد أرغب فيها بهدر وقتي على ما لا يليق بي أو لا يشبهني.
فلم أعد أطيق المجاملة على حساب راحتي، ولا أملك طاقة للتعامل مع الاستخفاف أو السذاجة أو الكذب، مهما كانت التبريرات أو الظروف. لقد تخلّيت عن الرغبة في إرضاء من لا يحملون لي مودة حقيقية، وعن اللهاث خلف حبّ لا يُبادَل.
لن أهب لحظة من عمري لمن يتقن الكذب أو يسعى للتلاعب، ولا طاقة لي على تحمّل الغطرسة المقنّعة بالفراغ. ما زلت أؤمن بالعالم، بالإنسان، بالعدالة، وبالقيم حين تتجسّد في الوداعة والطيبة والصدق. لكنّ روحي باتت ترفض الانخراط في صراعات صغيرة، ومهاترات فارغة. أشعر بالضجر سريعاً، وبكل وضوح: لم يعد لديّ صبر على من لا يستحق صبري.
