“نوري… أندبوري”: حكايات من الذاكرة الشعبية

You are currently viewing “نوري… أندبوري”: حكايات من الذاكرة الشعبية

حين يُقال “نوري… أندبوري”، يُراد به توصيف شعبي لشخص يُشبه الغجر في هيئته أو نمط عيشه، خاصة أولئك الذين يجوبون الأزقّة بطبلة، ترافقهم طفلة ترقص على إيقاعها.

“نوري” تُنسب إلى “النور”، أي الغجر الذين عرفوا بجولاتهم في القرى والمدن.
أما “أندبوري”، فهي كلمة تركية الأصل تعني الفقير المتشرّد، وغالبًا ما ترتبط بصورة رجل يحمل طبلته ويجوب الحارات، ترافقه ابنته الصغيرة في مشهد لا يخلو من الموسيقى والتسوّل.

في بعض المراجع، يُردّ أصل الكلمة إلى “مندبور” الفارسية، ما يضيف بعدًا لغويًا شرقيًا إلى المصطلح.

ومن الطرافة أن بعض العامة ذهب في اجتهاد ظريف، ففسّر “أندبوري” بأنها مركّبة من “and” و”poor” الإنجليزيتين، في خلط لغوي طريف لكنه بعيد كل البعد عن الصحة التاريخية أو اللسانية.

أما لفظة “دندبوري”، فهي تختلف دلالةً:

  • “دند” تعني الكسلان أو قليل الهمة،

  • و”بور” هي اللفظة العربية المعروفة التي تدل على الشيء الذي لا خير فيه، كالأرض البور.

ومن أطرف ما طالعته في هذا السياق، ما ذكره أحد المؤلفين في كتابه عن “سوق النورية” الشهير في بيروت، مدعيًا أنّ تسميته جاءت من امرأة “نورية” كانت تبيع الزعتر والفجل فيه!
وهو تفسير يفتقر للدقة، إذ أن التسمية الحقيقية تعود إلى السيدة النورية صاحبة مزار معروف في هذا السوق، وما زال بعض البيروتيين القدامى يذكرونه حتى اليوم.

اترك تعليقاً