هل فكّرت يومًا أن معظم ما تدافع عنه… لم يكن اختيارك؟

You are currently viewing هل فكّرت يومًا أن معظم ما تدافع عنه… لم يكن اختيارك؟
محمد القرج-
تدافع عن أرض لم تختر أن تولد فيها،
ونشيد وُرِث عن قرارات لم تستشر فيها،
وقبيلة سقطت فيك كما يسقط الاسم الأول،
وأفكار عمرها أقدم من ميلادك،
وتيّار سياسي تأسس قبل أن تُفتَح عيناك على العالم.
ثم…
يتهمونك بالخيانة إن لم تقاتل دفاعًا عن كل هذا!
يتبرؤون منك،
كأن الحرية خيانة،
وكأن التفكير جريمة.
جرّب أن تبدأ من الصفر.
في بلد جديد، لغة جديدة، ثقافة مختلفة.
جرّب أن تعيش تجربة الإنسان، لا تجربة ابن العائلة أو القبيلة أو المنطقة.
امنح سنة واحدة فقط لمكان لا تعرفه…
ستكتشف أن العالم لا يُختصر في خيمتك ولا في شارعك.
ستتعلم لغته، تفهم ناسه، وقد تجد فيه عملاً وكرامة أكثر مما وجدت في منفاك الكبير الذي يسمّى “الوطن”.
لقد منحتهم سنواتك،
منحتهم شبابك، أموالك، دمك، وربما صمتك…
ألم يحن الوقت لتسأل: “لماذا؟ ولمَن؟ وإلى أين؟”
لماذا أُصرّ على العيش في دائرة مغلقة؟
أفكار موروثة، شعارات ميتة، وحروب لا تخصني؟
أنت عالق في قطيع يخاف الذئب،
لكن من يذبحه كل يوم… هو الراعي!
برمجوك لتظل منشغلاً:
بالخبز، بالوقود، بالحفاظات، بالسيولة، بالكهرباء.
لم يتركوا لك دقيقة واحدة لتفكر في معنى حياتك.
تحوّلت إلى ترس في آلة لا ترحم،
آلة لا تسمح بالأسئلة… فقط بالانصياع.
فكّر. تحرّر. غامر. غادر.
لا الجغرافيا قدرك،
ولا القبيلة هويتك،
ولا الدولة بيتك الأخير.
أعد بناء نفسك من جديد،
في مكان مختلف،
بأفكار مختلفة،
مع أشخاص لا يشبهون “القدامى”.
ربما هناك… تبدأ الحياة فعلاً.

اترك تعليقاً