هنا باقون ما بقي الزعتر والزيتون

You are currently viewing هنا باقون ما بقي الزعتر والزيتون
المطران عطا الله حنا
رئيس أساقفة سبسطية للروم الأرثوذكس-

منذ وعد بلفور المشؤوم وحتى وعد ترامب الأكثر شؤما والفلسطينيون يعانون من انتهاكات جسيمة لحقوقهم ، نكبات ونكسات وحروب واعتداءات مستمرة ومتواصلة وصلت ذروتها الى حرب الإبادة في غزة والتي تهدد سلطات الاحتلال باعادتها مجددا ناهيك عن الاعتداءات على الضفة وما تتعرض له مدينة القدس.

تنتهك حقوق الفلسطينيين بطريقة بشعة ويتم الاستيلاء على أراضيهم وممتلكاتهم ويتم تهجيرهم في هذا الزمن الذي يتغنى فيه الكثيرون في هذا العالم بحقوق الانسان ولكنهم يغضون الطرف عما يرتكب بحق شعبنا.
لن اتحدث عن القابع في البيت الأبيض الذي نصب ذاته امبراطورا وحاكما في هذا العالم معتقدا انه هو الذي يقرر مصائر الشعوب وله الحرية بأن يفعل ما يشاء دون اية مساءلة ولكنني أتساءل اين هم حكام أوروبا وأين هي المؤسسات الحقوقية والهيئات الأممية التي تدعي الحرص على الحرية واحترام الكرامة الإنسانية؟
لماذا لا تكون التفاتة خاصة لشعبنا في ظل ما يتعرض له من مظالم أوليس الفلسطينيون بشرا خلقهم الله كما خلق كل انسان .
الا يستحق الفلسطيني بأن ينعم بالحياة والحرية في وطنه مثل كل انسان في هذا العالم ، اعتقد بأن ما يتعرض له الفلسطينيون من مظالم يجب ان يحرك كافة الاحرار في هذا العالم فما يقوله ترامب يمكن رفضه ومنع حدوثه ولكن هذا يحتاج الى الإرادة ويحتاج الى المواقف الواضحة والصلبة ويحتاج الى ان يتصدى الاحرار في كل مكان لهذه المواقف الغير متوازنة والتي تصدر عن القابع في البيت الأبيض.
واضح ان ترامب لا يعرف شيئا عن الشعب الفلسطيني سوى ما يلقن له من قبل مساعديه المحيطين به وهم بغالبيتهم مشبعين بالافكار الصهيونية المعادية لشعبنا.
ان شعبنا هو ضحية السيطرة الصهيونية على مفاصل الحياة السياسية في أمريكا وفي غيرها من الأماكن.
اين هم الحكماء وأين هم العقلاء وهم موجودون ولكن صوتهم يجب ان يعلوا اكثر وان يكون لهم حضور أوضح في المناداة برفض هذه السياسة العدوانية الترامبية التي تنظر الى الفلسطينيين وكأنهم غرباء في وطنهم ويمكن ترحيلهم الى أي مكان اخر.
وكما كان يقول شاعرنا الفلسطيني الكبير محمود درويش ” هنا باقون ما بقي الزعتر والزيتون” ، واهل غزة يقولون باننا هنا باقون رغما عن كل الدماء والخراب الذي نراه امامنا ولكننا لن نتخلى عن انتماءنا لوطننا وارضنا المقدسة.
وهذا لسان حال كل فلسطيني: نحن هنا باقون وسنبقى وجذورنا عميقة في تربة هذه الأرض.

اترك تعليقاً