هو عالَمٌ لم يَهْتدِ… لن يَهْتدِي

بقلم ناصيف قزي –

هو عالَمٌ لم يَهْتدِ… لن يَهْتدِي…

يعيش الفضائلَ الإلهيّةَ اليوم قلّةٌ من البشر استَوَتْ عقولُهم، وتَنَزّهَتْ نفوسُهم عن صغائر الدنيا ومُغْرَياتها…!؟

وليس صالحاً أن يكونَ قُدْوَةً للآخرين أو مثالاً لهم، مَنْ غَلَبَ عنده الجَشَع والأنانيّة والتعالي والتفرّد على الإكتفاءِ بالنَذْرِ القليل والغَيْريّة والتواضع والتعاون…!؟

وليس إنساناً كلّ إنسانٍ لا يرى وجْهَ الله في الآخر، دون أيّ اعتبارٍ لأيّ انتماء: عرقيّاً كان أم دينيّاً أم قوميّاً أم وطنيّاً أم عائليّاً أم عقائديّاً… فالحريّة دين الإنسان ودَيْدَنُه، شرْط أن تُقْرَنَ بالمسؤوليّة التي تَتَرَتّب على مَنْ يزاولها.

والإنسان… ليس كائناً يعمل على الإسراف في إرضاء نَزَواته وغرائزه… إنّه في العالم ومنه، يتفاعل مع أترابه ببساطةٍ وعفويةٍ وصفاء… لا بعِدائيَّةٍ وتَسَلّطٍ واستِئْثار… وإلاّ استحال كائناً غرائزياً كمثل سائر الكائنات من مخلوقات الله… ليَنْحَدِر بنا إلى مقولةٍ راجَتْ منذ ما قبل المسيح وعبر القرون الوسطى وصولاً إلى العصر الحديث؛ ومفادُها أنّ “الإنسان ذئبٌ لأخيه الإنسان”[Homo homini lupus]…!؟

عندي، أنّ الإنسان خيِّرٌ بالفطرة… وما علينا، نحن، معشر المثقّفين، إلّا أن نبني بيئةً تتفاعل فيها نزعة الخير وتنمو، في سبيل بناء الإنسان الإنسانيّ، نواةِ العالم الذي يجب أن يكون…!؟.

اترك تعليقاً