وادي حلسبان: حيث تعبر الأسطورة من بين أغصان الشجر

You are currently viewing وادي حلسبان: حيث تعبر الأسطورة من بين أغصان الشجر

يقع وادي حلسبان في بلدة القبيّات في عكار، ويُعدّ من أبرز الوجهات الطبيعية والتراثية في المنطقة، إذ يجمع بين الجغرافيا الخضراء والرموز الدينية والتاريخ الأسطوري. يشتهر الوادي بموقعه الحيوي بين أحياء الذوق والضهر وغوايا، ويتربّع في قلبه معلم مار شليطا، بينما يعلوه دير مار سركيس وباخوس، ما يجعل منه فضاءً تتناغم فيه المسيحية المشرقية مع إرث أقدم متجذر في الميثولوجيا الإغريقية.

ينسب اسم الوادي إلى الإله الإغريقي بان، إله الطبيعة والرعاة، الذي قيل إن صوته كان يثير الفزع في أحراش الجبال، ومن اسمه اشتُقت كلمة “ذعر” في اللغات الأوروبية. وقد شكّل الوادي في العصور القديمة موطنًا لعبادته، قبل أن يتحوّل المعبد الوثني إلى كنيسة تعاقبت عليها الحقب المسيحية حتى أصبحت مهملة في نهاية القرن الماضي. غير أنّ السيدة لوريس قديح (أم وليد) أعادت إحياءه بين العامين 1985 و1995، فاستعاد المكان روحه وحضوره الروحي والسياحي.

هنا، في هذا الوادي العابق برائحة السنديان وهمس الينابيع، تتجاور الأساطير والمعتقدات، وتتقاطع خطوات الزائر مع ظلال التاريخ. ففي حلسبان، لا يمرّ المرء في طبيعة فحسب، بل يسير في ذاكرةٍ حيّة تنبض بين صمت الحجارة ونور الكنائس القديمة، حيث يبدو الزمن وكأنه يتوقف احترامًا لقصةٍ لم تكتمل بعد.

اترك تعليقاً