نظّم مركز اللغات في جامعة الحكمة، بالتعاون مع مركز التعليم المستمر، ورشة تدريبية بعنوان “استخدام الذكاء الاصطناعي في تعليم اللغات: الفرص والتحديات”، بمشاركة أساتذة المركز وأساتذة اللغات في مدارس الحكمة والمدارس التابعة لأبرشية بيروت المارونية.
في افتتاح الورشة، شدّد مدير مركز اللغات بيار عبد الساتر على أنّ “الذكاء الاصطناعي ليس شأنًا عابرًا أو أداة تكنولوجية فحسب، بل إنه ثورة تضاهي الثورات التي تركت بصمتها في تاريخ نقل المعرفة”. ورأى أنّه “يُحدث تحوّلات جذرية في طريقة التعليم والتعلّم وحوار الثقافات، ويسهم في خلق بيئة تعليمية ديناميكية وتفاعلية”.
وإذ أقرّ عبد الساتر بأن هذه الثورة تثير تساؤلات ومخاوف، مثل مصير دور المعلّم ومستقبل الحس النقدي والإبداعي لدى الطلاب، دعا إلى “الانفتاح المستنير على هذه الأدوات وعدم القلق منها”، مشدّدًا على أنّ “الذكاء الاصطناعي لا يجب أن يحلّ محلّ الإنسان، بل أن يكون وسيلة داعمة لإغناء المعرفة وإثرائها”. وختم مؤكّدًا أنّ الورشة “دعوة إلى التأقلم الذكي مع هذه التقنيات وجعلها حليفًا لا سيّدًا”.
تضمّنت الورشة سلسلة محاضرات وتمارين تدريبية ركّزت على كيفية الاستخدام الفعّال للذكاء الاصطناعي ومنصاته المتخصصة باللغات والتعليم، بما يتيح مرافقة الطلاب في مسيرتهم الأكاديمية. وتمّ التحذير من “الأخطاء التي قد يقع فيها الذكاء الاصطناعي”، الأمر الذي يستدعي اعتماد موقف نقدي من المواد التي ينتجها، وإدماجها في العملية التعليمية بشكل مسؤول.
ولفت المحاضرون إلى أنّ “الذكاء الاصطناعي لن يتمكّن من الحلول محلّ الأساتذة، لكن الأساتذة الذين يستخدمونه سيحلّون محلّ الذين لا يستخدمونه”. كما لاحظوا أنّ “كثيرًا من الطلاب يميلون إلى الاعتماد على هذه الأدوات في إعداد أبحاثهم وواجباتهم من دون تدقيق، ما يفضي إلى ضعف تماسك الأفكار وغموضها”. لذلك شدّدوا على “ضرورة تحفيز الاجتهاد الشخصي للطلاب كأساس لبناء مستوى علمي متين، على أن يُستخدم الذكاء الاصطناعي كأداة مساعدة لا بديلًا مطلقًا”.