زار وزير الثقافة الدكتور غسان سلامة مدينة بعلبك، متفقدًا معالمها الأثرية والثقافية، في جولة ميدانية هدفها الاطمئنان إلى حال الآثار بعد العدوان الإسرائيلي، والاطلاع على مراحل تنفيذ مشروع الإرث الثقافي واستكمال ما تبقّى منه.
رافق الوزير في جولته المدير العام للآثار المهندس سركيس الخوري، المعمار والمستشار الدولي جاد تابت، مسؤولة موقع بعلبك الأثري لور سلوم، والدكتور خالد الرفاعي، مسؤول قسم الأبنية الأثرية في لبنان.
وكان في استقبال الوفد الرسمي محافظ بعلبك بشير خضر، رئيس بلدية بعلبك المحامي أحمد زهير الطفيلي ونائبه، رئيس “الجمعية اللبنانية للدراسات والتدريب” الدكتور رامي اللقيس، وممثل لجنة مهرجانات بعلبك الدولية المهندس حماد ياغي.
جولة ميدانية ومعاينات مباشرة
بدأت الجولة من موقع حجر الحبلى، ثم توجّه الوفد إلى مبنى المنشية التراثي المدمّر خلال العدوان الإسرائيلي، مقابل أوتيل بالميرا، إضافة إلى زيارة موقع بستان الخان الأثري وبستان ناصيف حيث عُرض ملخّص عن الحفريات الألمانية.
كما اطّلع الوزير على مركز الدخول إلى الموقع الأثري، الذي لا يزال مقفلاً، وعاين المسار المستحدث في محيط الموقع. وشملت الجولة أيضًا زيارة مركز جديد للمديرية العامة للآثار قيد الترميم بتمويل من منظمة “أليف” وتنفيذ الجمعية اللبنانية للدراسات.
ثم دخل الوفد إلى القلعة عبر البوابة العربية، متفقدًا موقع “المزدخانة” حيث تجري أعمال تأهيل، إضافة إلى السور الروماني المتضرر، واختُتمت الجولة بزيارة معرض الكتاب السنوي في قاعة أوتيل كنعان، واستراحة في القرية الزراعية بدعوة من الجمعية اللبنانية للدراسات والتدريب.
سلامة: نتمسك بربط الآثار بالتنمية الاقتصادية
وفي تصريح للإعلاميين، أوضح الوزير سلامة أنّ “هدف الزيارة ثلاثي: أولًا، الاطمئنان إلى حال الآثار والأضرار الناتجة عن العدوان الإسرائيلي؛ ثانيًا، مراجعة ما تحقق من مشروع الإرث الثقافي الذي أطلق قبل 20 عامًا بدعم من البنك الدولي، والذي استفادت منه بعلبك بشكل أساسي؛ وثالثًا، إطلاق شراكة جديدة مع المجلس البلدي المنتخب حديثًا لاستكمال ما بدأناه، خصوصًا في المنشية ومواقع أخرى”.
وشدد على أن “المفهوم الأساسي لمشروع الإرث الثقافي كان وما زال ربط الآثار بالتنمية المحلية، أي أن يستفيد سكان المدن من وجود إرثهم الثقافي اقتصاديًا وسياحيًا، وهذا ما نحتاج إليه اليوم أكثر من أي وقت مضى”.
دعم المكتبات المحلية ومشروع بقيمة 2.2 مليون دولار
وعن دعم المكتبات والمعارض المحلية، أعلن سلامة أنّ الوزارة بصدد إطلاق مشروع تمويلي خارجي بقيمة 2.2 مليون دولار لدعم المكتبات البلدية ومهرجانات الكتاب في مختلف المناطق اللبنانية، مؤكدًا أن “الوزارة سبق أن افتتحت نحو 20 مكتبة بلدية، واليوم لدينا حوالي 80 مكتبة نعمل على تعزيزها”.
وختم بالقول: “نأمل أن يكون هذا الصيف عامرًا في بعلبك كما في باقي المدن الأثرية، وأن يعود النشاط الثقافي ليحمل بعض الأمل في ظلّ هذه المرحلة الصعبة”.
