وصيّتي إلى إبني حتّى ولو في عزّ شبابي

ولدي العزيز، في يوم من الأيّام، سَتَراني عجوزاً غير منطقيّ في تصرّفاتي

عندها من فضلك، أعطني بعضَ الوقت وبعض الصّبر لتَفهَمَني، وعندما ترتعش يَدَيّ، ويسقط طعامي على صدري وعندما لا أقوى على لِبس ثيابي، تحلَّ بالصّبر معي وتذكّر سنوات مرّت وأنا أُعلِّمُك ما لا أستطيع فِعله اليوم

إذا حَدَّثتك بكلماتٍ مُكرّرة، وأَعَدّتُ عليكَ ذكرياتي، فلا تغضب وتَمُل، فكم كرَّرتُ من أجلِكَ، قِصصاً وحكايات، فقط لأنّها كانت تُفرُحك

إن لم أعُد أنيقاً، جميل الرّائحة ، فلا تَلُمّني، واذكُر في صِغَرك، محاولاتي العديدة، لأجعلك أنيقاً جميلَ الرّائحة

لا تضحك منّي إذا رأيتَ جَهلي وعَدم فَهمي لأمور جيلكم هذا. ولكن، كن أنتَ عينيّ وعقلي، لألحق بما فاتني، أنا مَن أدّبتُكَ وعلّمتُك كيف تواجه الحياة، فكيف تعلّمني اليوم، ما يجبُ وما لا يجب

لا تملّ من ضعف ذاكرتي وبطئ كلماتي وتفكيري أثناء محادثتك، لأنّ سعادتي من المحادثة الآن ، هي فقط، أن أكون معك

فقط ساعدني، لقضاء ما أحتاج إليه، فما زلت أعرف ما أريد

عندما تخذلني قدماي في حملي إلى المكان الذي أريده، كن عطوفاً معي، وتذكَّر، أنّي قد أخذتُ بيدك كثيراً، لكي تستطيع أن تمشي فلا تستحي أبداً أن تأخذ بيدي اليوم فغداً ستبحث عن من يأخذ بيدك

في سنّي هذا، إعلم أنّي لستُ مُـقبلاً على الحياة مثلك ولكنّي ببساطة أنتظرُ الموت فكن معي ولا تكن عليّ

عندما تتذكر شيئا من أخطائي فاعلم أنّي لم أكن أريد دوماً سوى مصلحتك

لا زالت ضحكاتك وابتسامتك تفرحني كما كنت صغيراً بالضّبط فلا تحرمني صحبتك

كنتُ معك حين ولدتَ فكُن معي حين أموت

اترك تعليقاً