وطني.. وهل يبقى حُلُم؟

You are currently viewing وطني.. وهل يبقى حُلُم؟
الحـروب التي اندلعت بفترات متقطعة منذ السبعينيات، تركت أثرًا بالغًا على المجتمع، وخاصة على الجيل الشاب.
فقد كانت من أكثر الصراعات التي أثرت سلبًا على التماسك الاجتماعي في البلاد، وما زال تأثيرها مستمرًا على الأجيال التي عاشت تلك الفترة أو وُلدت بعدها.
 
فالعديد من الشباب كبروا في بيئة مشحونة بالخوف وفقدان الثقة بين الطوائف والجماعات المختلفة، مما أدى إلى ظهور هويات مرتبطة بالطائفة أو المجموعة بدلًا من الهوية الوطنية الموحدة. هذا الانقسام أثر سلبًا على قدرتهم في التعليم والعمل، وصعّب من التعايش السلمي بينهم.
 
وتسببت في تدمير جزء كبير من البنية التحتية، بما في ذلك المدارس والجامعات، مما حدّ من فرص الحصول على تعليم جيد. كما أن فترات الحـرب المتكررة وما تلاها من صراعات، أبطأت عجلة التنمية الاقتصادية والسياسية، وأثرت على فرص الشباب في بناء مستقبل مستقر في وطنهم.
 
وتركت آثارًا نفسية عميقة على الأجيال الناشئة. فالكثير من الأطفال والشباب يعانون من مشكلات نفسية مثل القلق والاكتئاب، ويعيشون تحت ضغوط نفسية مستمرة.
 
أما الهجرة، فقد أصبحت خيارًا للكثير من الشباب اللبنانيين بحثًا عن فرص أفضل، والتي تفاقمت حديثاً بفعل الظروف الاقتصادية المتدهورة والانقسامات السياسية المستمرة، مما أدى إلى نزيف العقول والكفاءات التي يحتاجها لبنان للنهوض.
 
ورغم كل هذا الألم، يبقى الشاب اللبناني متمسكاً بالأمل، ويحلم بوطنٍ يولد حرية وديموقراطية، وطن يشعر فيه الفرد بالانتماء والهوية المشتركة، لا كشخص يعيش كمواطن غريب في وطنه.
 
-أنيس معوشي-

اترك تعليقاً